لدي مشكلة وهي القلق والخوف من المواجهات الاجتماعية

0 221

السؤال

السلام عليكم

أنا رجل بعمر 34 سنة، وموظف، لدي مشكلة وهي القلق والخوف من المواجهات الاجتماعية، حيث ترتعش يدي عند صب القهوة مثلا، علما أن هذه تأتي في الفترة الأولى من المقابلة، وعند تكرارها تختفي وأشعر بارتياح!

كذلك لدي التفكير الزائد عن اللزوم، وفي أمور لا تستحق ذلك، والخوف في بعض الأحيان، وعندي علاقات اجتماعية جيدة، وأمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكن التفكير والقلق الزائد يتعبني، وأريد التخلص منه.

أرجو أن تكون مشكلتي واضحة لكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ f f f حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: ليس لديك مشكلة كبيرة أبدا، لديك درجة بسيطة جدا من قلق المخاوف ذي الطابع الاجتماعي.

أنت لا تعاني من رهاب حقيقي، والذي يظهر لي أن قلقك وخوفك يبدأ بما نسميه بقلق الأداء، حين تقابل إنسانا أو تريد أن تصب القهوة تريد أن تكون مجيدا فيما تقوم به، أي أن تنفذه على أفضل الوجوه، هذا في بعض الأحيان قد يؤدي إلى شعور بالخوف والارتعاش، وهذا نسميه بقلق الأداء، والدليل على وجود هذه الحالة أنك حين تكرر هذه المواجهات تصبح طبيعيا، بل يأتيك الارتياح.

أخي: هذه حالة بسيطة جدا، عليك بتحقير فكرة الخوف، وألا ترى نفسك أقل من الآخرين.

أنا أؤكد لك أن شعورك بالارتعاش أمر مبالغ فيه، قد يكون هنالك شيء بسيط جدا من هذا الارتعاش، وهو نتيجة لعملية فسيولوجية طبيعية، لأن مادة الأدرينالين (adrenaline) تفرز عند المواجهات لتحضر الجسم والقلب ليكون متحفزا ليتجنب الإنسان الموقف أو ليهرب منه أو ليواجهه، فالعملية عملية فسيولوجية.

أخي الكريم: عليك بالإكثار من المواجهات الاجتماعية المثمرة والموجودة في واقعنا الحياتي: أن تمارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك مثل كرة القدم أو المشي أو الجري، أن تكون دائما حريصا على أن تصلي في المسجد مع الجماعة وفي الصف الأول، أن تمشي وتذهب للمتنزهات مع الأسرة، أماكن التسوق من وقت لآخر، المناسبات الاجتماعية، أن تجلس في حلق القرآن، هذا قطعا سوف يقلص تماما أي خوف أو قلق اجتماعي، وسوف تحس أن قيمتك الذاتية وثقتك بنفسك ابتدأت ترتفع كثيرا.

أنصحك أيضا – أخي الكريم – أن تطبق تمارين استرخائية، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) فيها توجيهات جيدة جدا فيما يتعلق بكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مجمع على نفعها وفائدتها، وأريدك أن تستفيد منها.

العلاج الدوائي سوف يساعدك أيضا، وأنا أريدك أن تأخذ هذه الاستشارة متكاملة، لا تقفز مباشرة إلى الدواء، لا، طبق ما ذكرته لك، ودعمه بالدواء، ويمكن أن تذهب إلى طبيب عمومي أو طبيب نفسي، أو يمكن أن تذهب إلى الصيدلية إذا اقتنعت بما ذكرته لك، وأن تتناول أحد مضادات المخاوف، وعقار (زولفت Zoloft) من أروعها، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) الجرعة هي خمسة وعشرون مليجراما – أي نصف حبة - تتناولها ليلا، تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة (خمسين مليجراما) تناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر.

هذه جرعة صغيرة ومدة قصيرة، بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة عشرين يوما، ثم توقف عن تناول الدواء.

أريدك أن تتناول دواء آخر بسيط يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر واحد، هذا دواء أيضا رائع جدا لتخفيف أي أعراض فسيولوجية مثل الرعشة مثلا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات