السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكر القائمين على هذا الموقع الجميل، وأسأل الله أن يبارك في جهودهم.
أنا سيدة عمري 28 سنة، متزوجة وأم لطفلين توأم، أصبت بعد الولادة بحزن ونوبات بكاء نتيجة وجود مشاكل بيني وبين زوجي، وخاصة قبل العملية القيصرية بيوم، وبعد ولادتي ازداد الأمر سوءا، أصبحت لا أستطيع الضحك، وحزينة ومهمومة، وأفكر كثيرا في المستقبل، وأرى أنني لست مؤهلة لتربية طفلين.
علما أنني قبل الزواج كنت أربي أبناء إخوتي، ويدعونني ماما، وعندما أصبحت أما لا أعرف ماذا حصل؟ أصبحت أربط الحلم بالواقع.
في فترة بقائي عند أهلي بعد الولادة كانوا لا يكثرون من مساعدتي، ظنا منهم أنني سأهمل واجبي نحو أطفالي، وبعد انتقالي لبيتي مع زوجي، ازدادت مسؤولياتي، فبدلا من تحمل مسئولية شخصين، وجدت أن علي مسئولية شخصين وزوج وبيت، فكثرت مشاكلي الصحية؛ نظرا للارهاق، وكثرة الضغط، وقلة النوم.
أصبحت يوميا أفكر بالطلاق عشرات المرات، وأكره الجلوس في البيت، وإذا خرجت لا أكون مرتاحة أبدا، رغم تفاعلي في الحديث مع الجميع، أصبحت لا أرى لحياتي قيمة.
أتمنى أن أنام نوما طويلا إلى أن يكبر أطفالي، ثم أستغفر من هذه الأفكار، وأوقاتا كثيرة أدعو على نفسي بالموت لأرتاح، أتمنى منكم إيجاد حل لمشكلتي، علما أن زوجي بيتوتي، وأصبح يفتعل المشاكل كثيرا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرجسية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- وهنيئا لك بالتوأم، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بالزوج والأطفال، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
تعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، ويشغلهم عن شكر المنان، وقد تعهد عدونا بذلك، فقال: (ولا تجد أكثرهم شاكرين)، فعاملي عدونا بنقيض قصده، واعلمي أن رعايتك لزوجك وقيامك بحق الأطفال مما يوصل إلى رضوان وجنة الكريم المتعال، وهل نالت الأم التقديم والتكريم عند الله وفي شريعته إلا لأنها تتعب وتسهر، ونتمنى أن تتذكري والديك فتزدادي لهما برا، وتذكري ما أعده الله للأمهات، فإن تذكر الثواب ينسي الآلام.
أما بالنسبة لزوجك: فننصحك بالاقتراب منه، والحرص على ربطه بأطفاله، والثناء على إيجابياته، وشكره على القليل حتى يأتيك منه الكثير، وثقي بأن الحياة لا تخلو من الصعوبات، وأن على زوجك إنفاق وعمل ومسؤوليات، وتذكري أنه اختارك وأنه والد أطفالك، وهو قبل ذلك أخ لك في العقيدة والإيمان.
وكم تمنينا لو أنك فصلت لنا في الأمور التي تضايقك، والأمور التى تسببت وتتسبب في إحداث الخلاف بينك وبين زوجك، حتى نتعاون في وضع النقاط على الحروف، وأنتم في مقام الأبناء، وعليكم الاستفادة من خبرات الكبار، وموقعكم في خدمتكم، ولا يخفى على أمثالك أن الطلاق ليس حلا في الغالب، خاصة مع وجود الأطفال، والأبناء بحاجة إلى أب وأم.
حفظكم الله، وسدد خطاكم، وأيدكم وأعانكم وتولاكم، وأصلح لنا ولكم النية والذرية، ونصيحتى لكم بتقوى الله، ثم بالتعاون على طاعة رب البرية.