السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
لقد كنت شابا غافلا عن ذكر الله، ولكني تبت وعدت إلى الله والحمد لله! ومحافظ على الصلوات الخمس في المسجد منذ سنتين، وأحفظ ثلثي القرآن، ومستمر في الحفظ والحمد لله! وأقوم بعضا من الليل، ولكني أواجه الآن ضعف همتي ونقص إيماني، وأحس بالوحشة في المدرسة؛ لأن زملائي لا يتكلمون إلا عن الفواحش، فدلوني كيف أزيد إيماني؟ أرجو منكم الإجابة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصديق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك توفيقا وهدى وصلاحا واستقامة، وأن ييسر لك إتمام حفظ القرآن.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم أنا سعيد فعلا بوجود أمثالك في صفوف الطلبة؛ لأن هذا من مبشرات الخير والعودة إلى الإسلام الحق بإذن الله، وأحب أن أوصيك بالحفاظ على هذه النعمة التي خصك الله بها، ألا وهي نعمة الهداية والاستقامة على شرع الله.
واعلم أن الصعود إلى القمم صعب، والبقاء عليها أصعب، فاجتهد ولا تضعف، ولا تلتفت وراءك، وإلى الأمام دائما، وواصل عملية الحفظ والمواظبة على تلك الأعمال المباركة، وأما ما تشكو منه من ضعف الهمة ونقص الإيمان، فهذا له عدة أسباب، من أهمها: عدم وجود الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله والثبات على دينه، وأنصحك أولا: بالاجتهاد في البحث عنهم ولو مع شيء من المشقة، بشرط أن يكونوا من أصحاب الفهم الصحيح والتوجهات السليمة، وألا يكونوا من الجماعات السرية التي تعمل تحت الأرض، وإنما أبحث عمن تتضح دعوته، ويعمل في العلن، ولا يخفى على الناس شيئا، ويعرف عنه تمسكه بالسنة، ودعوته إليها، وهم كثير في بلدك، فاجتهد في البحث عنهم.
ثانيا: الانشغال بالدعوة من أهم عوامل الثبات وزيادة الإيمان، فحاول أن تمارس أعمال الدعوة ولو بصورة مصغرة، أو على مستوى محدود، فهذا عامل مهم جدا في الثبات.
ثالثا: ضع برنامجا محددا للأعمال اليومية والالتزام به؛ حتى تستطيع أن تقيس مدى تقدمك أو تأخرك، فضع لك جدول، ووزع فيه المهام، ورتب فيه الأوقات، فوقت لحفظ القرآن ووقت للأذكار، وهكذا، ولا تهمل العمل بالجدول تحت أي ظرف من الظروف، والزم نفسك بهذا الجدول مهما كان الثمن.
رابعا: عليك بتخصيص بعض الوقت للاطلاع على بعض الكتب أو الكتيبات الإيمانية، خاصة كتيب ظاهرة ضعف الإيمان الأسباب والعلاج، للشيخ: محمد المنجد.
خامسا: عليك بالدعاء، فإنه سلاح المؤمن، وهو من أعظم الوسائل في دفع البلاء، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل) فعليك بالدعاء.
سادسا: سل والديك وأرحامك الدعاء لك، فإن دعاء الوالد لولده لا يرد، وتأكد من أنك ستكون أفضل مستقلا إن شاء الله ما التزمت بهذه النصائح .
وبالله التوفيق.