السؤال
أعاني من إصابة في العصب الكعبري؛ مما سبب لي هبوط يد حسب تشخيص الطبيب، حيث كنت لا أستطيع رفع كف يدي بعد أن تنحني باتجاه الأرض، ولكنني على العلاج الفيزيائي أصبحت أستطيع رفعها حتى تصبح مساوية للساعد، ولكنني لا أستطيع رفعها أكثر، والألم فقط عند الضغط على الساعد، وأيضا عند الضغط على كف يدي؛ أحس وكأنني أضغط على إسفنج، فبماذا تنصحونني؟ هل أستمر على العلاج الفيزيائي أم أتوقف؟
علما أنني توقفت عن العلاج الدوائي بعد أن طلب مني الطبيب ذلك، وما هو احتمال الشفاء التام وعودة يدي إلى سابق عهدها قبل الإصابة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العصب الكعبري أو (Radial nerve) أحد الأعصاب الذي يغذي الكثير من العضلات في العضد والساعد في كلتا اليدين، وإصابة ذلك العصب نتيجة حادث أو كسر في عظمة العضد أو ضغط على العصب في مجراه يؤدي إلى الألم والضعف العضلي، وإلى فقدان الوظيفة للعضلات التي تتغذى وتتصل بذلك العصب.
والإصابة الأشهر نتيجة إصابة العصب الكعبري أو (Radial nerve) هي ما يعرف بهبوط أو سقوط راحة اليد (Wrist Drop) والضرر الذي يحدث في تلك الإصابة، ومراحل الشفاء يعتمد على درجة الإصابة.
ويمكن تشخيص تلك الدرجة من خلال التصوير بالأشعة العادية؛ لبيان هل هناك كسر في العظام (Radiography)؟ ثم التصوير بالرنين المغناطيسي ( Magnetic resonance imaging (MRI) وله فائدة في تشخيص الأمراض التي قد تؤدي إلى الضغط على العصب غير الكسور في العظام.
وهناك ما يعرف بدراسة كهرباء العضلات (Electromyography (EMG) والتي يمكن من خلالها تحديد مكان الإصابة بكل دقة، بالإضافة إلى تحديد درجة قوة وضعف العضلات الناتج عن إصابة العصب.
والعلاج عموما يعتمد على العلاج التحفظي لمدة طويلة (prolonged conservative treatment) ولذلك لا بأس من الاستمرار على العلاج الفيزيائي؛ لأن في ذلك احتمال زيادة نسبة العودة بالعصب والعضلات التي يمدها إلى الوظيفة الأساسية، وفي حال عدم أخذ حقن (Neurobion) في السابق؛ يجب أخذ كورسات منها يوما بعد يوم في العضل؛ لتغذية وتقوية الأعصاب والعضلات مع تمارين الأحمال وقبضة اليد المتكررة؛ لدعم العضلات حتى تعود أو تقترب من سابق وظيفتها إن شاء الله.
ودرجة عودة الإصابة إلى سابق عهدها يعتمد على درجة الإصابة، فهناك (Neurapraxia) وهو مجرد ضغط على العصب، وفيه تعود الوظيفة إلى سابق عهدها بسرعة أكبر، وهناك (Axonotmesis) وفيه يتم قطع الألياف العصبية، ولكن الغلاف ما يزال موجودا، ومن السهل على الألياف العصبية النمو داخل الغلاف، ولكن يأخذ ذلك وقتا أطول من النوع الأول، وهناك الإصابة الأشد وهي (Neurotmesis) وفيها يتم قطع كل من الألياف العصبية والغلاف المحيط بها، وفي تلك الإصابة لا يعود العصب إلى سابق وظيفته، مع إمكانية وجود تحسن في الوظيفة.
وفقك الله لما فيه الخير.