السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العمر (41) سنة، مدخن، ويوجد نظارة طبية.
دكتور: منذ سبعة شهور أعاني من صداع مفاجئ يبدأ من الخلف والجوانب، ومن الجبهة من الرأس، ودوار خفيف؛ حيث قمت بمراجعة أخصائي باطني قلب، وقام بفحص القلب، وقمت بمراقبة الضغط، وعمل فحوصات دم كاملة، وكانت النتيجة سليمة، والحمد لله.
بعدها قمت بمراجعة أخصائي أنف وأذن وحنجرة، وكانت النتائج سليمة، والحمد لله، وطبيب عيون، وكانت النتيجة سليمة، والحمد لله.
بعد ذلك بدأت حالتي النفسية تسوء من القلق، والاكتئاب، والصداع، وأصبحت أعاني من خدر وتنميل بالأطراف، وألم في العيون، وطنين بالأذن، وقمت بمراجعة دكتور أعصاب، وقام بفحصي سريريا، وقال لي: لا يوجد شيء، لكن أنصحك بعمل صورة رنين مغناطيسي. وفعلا قمت بعمل صورة رنين ملونة، وكانت النتيجة بأنه لا يوجد بقع ونقاط ملونة -والحمد لله-.
لكن تبين في الصورة بأن هناك تغيرات بالجانب الأيمن فقط، وقال لي الدكتور: ممكن أن تكون هذه تغيرات طبيعية بسبب العمر، وأنصحك بإعادة الصورة بعد (6) أشهر, وخائف أن يكون عندي مرض خطير -لا قدر الله-.
أرجو الإفادة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل التردد على عيادات الأطباء يجب أن تكون إيجابي التفكير، وتقلع عن التدخين بقرار حاسم وحازم لا رجعة فيه؛ لأن آفة التدخين والتبغ عموما بكل أشكاله يؤثر تأثيرا مباشرا على الأوعية الدموية في كل أعضاء الجسم، وكلما توقف الإنسان عن التدخين مبكرا؛ تعافت الأوعية الدموية، وتعافت باقي أعضاء الجسم، وعلى الأخص الرئتان والقلب، وضغط الدم، والعيون.
والإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، فقد مرت السكرة، وحلت الفكرة، ولم يبق من السيجارة إلا جني الأمراض، ولا تحتاج إلا (10) إلى (15) يوما فقط؛ لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام، وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن؛ فلن تعود إلى السيجارة مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة، وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
السيجارة عند اشتعالها تحتوي على (4000) مادة سامة، معلوم منها (400) مادة فقط، منها (40) مادة مسرطنة على الأقل؛ لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول هو إضافة الكثير من المبيدات الحشرية عليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة التي لا تترك عضوا في جسم الإنسان إلا وعبثت به؛ لأنها تؤثر فيما تؤثر على الشرايين، والأوردة الدموية، وبالتالي على كفاءة وحيوية أعضاء الجسم كافة بما فيها شرايين وأوردة الجهاز التنفسي؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس والجهاز التناسلي؛ مما يؤدي إلى العجز الجنسي فيما بعد.
الصداع خلف الرأس وفي الرقبة يرتبط بأسباب كثيرة، منها: الإرهاق، وعدم انتظام ساعات النوم بسبب تكرار الكحة ليلا، والأرق، وهناك نوع من الصداع يسمى الصداع التوتري أو (Tension headache) ويحدث نتيجة الشد العضلي لعضلات الرقبة الخلفية، إما بسبب النوم على وسادة عالية، أو منخفضة، أو بسبب الاتكاء الخاطئ، وأكثر ما يكون في المنطقة الخلفية من الرأس.
لعلاج تلك الآلام في الرقبة، والصداع التوتري يمكن أخذ حقن (neuorobion) في العضل يوما بعد يوم، مع أخذ كبسولات مسكنة مثل (celebrex 200 mg) مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات (myolgin) ثلاث مرات يوميا لمدة (7) أيام، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين (د) الإسبوعية جرعة (50000) وحدة دولية كل أسبوع كبسولة واحدة، ويفضل أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة (600000) وحدة دولية تؤخذ في العضل كل (4) إلى (6) شهور، وشرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان.
لا مانع من إعادة الرنين المغناطيسي مرة أخرى بعد (6) شهور، ومقارنة الحالتين، ومع التعافي من التدخين سوف تتحسن الأمور -إن شاء الله- وتختفي نوبات الصداع، ولا يوجد خطورة -إن شاء الله- بعد زيارتك لأطباء القلب والأنف والأذن، وطبيب العيون، والكل أجمع على سلامة وضعك الصحي.
وفقك الله لما فيه الخير.