السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أذاكر مادة الثقافة الإسلامية، وعلمت بأن الرجل إذا جامع زوجته فإن في ذلك صدقة له، فقلت لأختي: يا حظ الرجال، لا ولادة ولا طبخ، ولهم في الجماع صدقة، فقالت أختي: والزوجة لو أعرضت عن زوجها تلعنها الملائكة، فضحكنا.
بعد ساعة فطنت أننا ربما نستهزئ بالشرع، فاستغفرت الله، علما أنني لم أنو السخرية من ديني، وأعوذ بالله من نفسي ومن كلامنا الذي يجرنا للخطأ، وسألت معلمتي، فقالت: حسب نية المؤمن، ولم يرتح لي بال منذ الأمس، وربما الشيطان يوسوس لي بأنني خرجت من الملة، وشعرت بالضيق، ولم أستطع التنفس، والله أإني أحب ربي وديني ونبي.
هل يعتبر أننا خرجنا من الإسلام؟ ما الذي يجب علي فعله لأرتاح -بالخطوات التفصيلية-؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكر الله لك سؤالك عن أمور دينك، ومن نعمة الله عليك -أختنا الكريمة- ما ذكرت من حبك لربك ودينك ونبيك، ولكن يتوجب عليكن أن تحفظن ألسنتكن عن الاسترسال في مثل ذلك الفعل، لأنه قد يجر إلى الاستهزاء بالدين الذي يعد ناقضا من نواقض الإسلام، كما قال تعالى في محكم التنزيل: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ۚ قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ۚ)، لكنك أنت وأختك لم تقصدن ذلك، ولم تضمر إحداكن في نفسها الاحتقار أو الاستهزاء بالدين، ولذلك فلا شيء عليكن -إن شاء الله-، إذ الأعمال بالنيات كما قال عليه الصلاة والسلام، ومما يدل على عدم القصد ندمك واستغفارك الله.
وما تذاكرت أنت وأختك يجب أن تفهمنه الفهم الصحيح، فلا يؤجر الرجل على مجامعته لزوجته إلا إن قصد بذلك إعفاف نفسه وإعفاف زوجته، وتكثير أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وليكن من المعلوم عندكن أن المرأة كذلك تؤجر على ما تقوم به من أعمال المنزل كالطبخ وغيره، وتؤجر على حملها وولادتها وتربيتها لأولادها، وتؤجر كذلك إن نوت بمجامعتها لزوجها إعفافه وإعفاف نفسها، ألا ترين أنها إن لم تطعه أثمت وباتت الملائكة تلعنها، فالأجر كما هو للرجل فهو للمرأة كذلك.
ونصيحتي لكن أن يكون شعاركن على سبيل الدوام قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
هذا وأسأل الله تعالى لكن التوفيق والسداد والرشاد، إنه سميع مجيب.