السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص متردد جدا في اتخاذ القرارات، وهذه صفة تلازمني منذ الصغر بسبب تربية أهلي لي بطريقة التحكم في كل كبيرة وصغيرة، وعدم تركي أتخذ قرارا بنفسي، وكبرت على هذا النمط، لدرجة أني أصبحت شخصا سلبيا جدا في الأمور التي تخصني.
لا أستطيع اتخاذ قرار واحد بدون التفكير مطولا، وتضيع فرص كثيرة من بين يدي بسبب هذا التردد طيلة الوقت، وأكون فاقدا للثقة بنفسي، وأشعر أني عاجز عن فعل أي شيء، وأنا من نوع الأشخاص الذي يبني ثقته في نفسه بناء على رأي الناس فيه، فأتأثر بما يقال عني. كيف أحل هذه المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: أسلوب التنشئة الاجتماعية والمعاملة الوالدية الذي يتعرض له الشخص في الطفولة ربما يؤثر في الصورة الذهنية للشخص، والتقدير الذاتي لنفسه، ويرسخ ذلك في العقل الباطن بأنه أقل من الآخرين، وأيضا عدم مجابهة المواقف الاجتماعية، وعدم اكتساب الخبرات والمهارات الاجتماعية، ونقصان الكفاءة الشخصية؛ ربما تكون سببا في الشعور بالخجل وعدم الثقة بالنفس، والتردد في اتخاذ القرارات.
فقد لا تتاح للشخص فرصة في اختيار ما يريد أو يحب بسبب سيطرة من حوله عليه؛ وبالتالي تنقص مهاراته، وتقل خبراته نتيجة لذلك.
فالآن -أخي الكريم- أنت علمت بالمشكلة وأسبابها، وهذا يعتبر نصف الحل، فابدأ بزيادة الثقة بالنفس، ثم تعلم مهارات اتخاذ القرار. ونرشدك بالآتي:
- التزم بفعل الطاعات، وتجنب فعل المنكرات؛ لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عز وجل، فإذا كنت مع القوي؛ فستكون -إن شاء الله- أقوى، ولا تخف من شيء مخلوق.
- قم بتعديد صفاتك الإيجابية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يوميا.
- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه.
- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجما أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجل من لا يخطئ.
- قبل أن تتخذ أي قرار ادرس الإيجابيات والسلبيات المترتبة على اتخاذ القرار، واستشر ذوي الخبرة والمعرفة في المجال الذي تريد اتخاذ القرار فيه، واستخر الله تعالى بصلاة الاستخارة والدعاء المعروف، وأقدم على الأمر، فإنك لن تندم إن شاء الله.
- حاول وضع معايير أو مقاييس مستمدة من الكتاب والسنة، وليس من آراء الناس، ولتكن تلك المقاييس هي الموجه والمرشد لسلوكياتك، وكن حازما في تطبيق ذلك، فسيوفقك الله تعالى -إن شاء الله- ما دمت على صراطه المستقيم.
وفقك الله تعالى إلى ما فيه الخير.