تنتابني نوبات الصرع وفقدان الوعي عند الانفعال الزائد ، فما الحل؟

0 300

السؤال

السلام عليكم..

عمري 18 سنة، أعاني من مرض الصرع منذ أن كان عمري شهرين، حيث تمت معالجتي خلال 4 سنوات -والحمد لله-، ولم تحصل معي نوبات، وعندما كان عمري 11 سنة حصلت معي نوبة فقدان وعي، وذهبت للطبيب، فقال لي لا يلزمك دواء، وفي عمر 17 سنة عندما كنت في الثانوية حصلت معي نوبة فقدان وعي، وفي 21-2-2015، ذهبت إلى الطبيب، وعملت تخطيطا للدماغ، وأعطاني دواء (ديباكين) تناولته فترة شهرين، وقال لي توقفي عنه بتاريخ: 2-5-2015، والحمد لله لم تحصل معي أي نوبة لحد الآن.

ولكن عندما أقوم ببذل أي مجهود، وعندما تحدث مشاجرات بيني وبين إخوتي، وحتى عند طلوع الدرج ونزوله، أو التحدث عندما أكون منفعلة أشعر بالتعب، وأن قلبي يخفق بسرعة وأشعر بدوخة، وأنني سوف أقع، فأتمسك بأي شيء حتى لا أقع، فماذا أفعل؟ وبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

بذل الجهد الجسدي أو النفسي -أيا كان نوعه- يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية لدى بعض الناس، وهذه التغيرات تؤدي إلى إفراز مادة يسمى: (أدرينالين adrenaline)، أو التي تسمى أيضا (إبينيفرين Epinephrine)، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب والشعور بالدوار لدى بعض الناس، وكذلك البعض يشعر بخفة شديدة في الرأس وأنه سوف يفقد التوازن.

والحديث بالسرعة عند بعض الناس أيضا يمثل إثارة نفسية وإثارة وجدانية وكذلك إثارة جسدية، وهذا قد يؤدي إلى نفس الأعراض.

فهذا هو الذي يحدث لك -أيتها الفاضلة الكريمة- وربما تحتاجين للتأكد من مستوى الدم لديك، مستوى الـ (هيموجلوبين Hemoglobin)، لأن الذين يعانون من ضعف في الدم يكونوا أكثر قابلية للشعور بالخفقان، وتسارع ضربات القلب والدوخة إذا قاموا بأي مجهود جسدي، وصعود الدرج قطعا فيه نوع من الجهد الجسدي.

الأمر ليس بالعاجل أبدا، حين تقابلين الطبيب في المرة القادمة احكي له هذه الأعراض، وأنا متأكد أنه سوف يقوم بفحص الدم، بخلاف ذلك الموضوع يمكن تجاهله تماما، وهنالك أدوية بسيطة جدا تساعد على علاج مثل هذه الحالات، منها عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) لكن لا تتناولي أي دواء إلا بعد استشارة طبيبك.

بالنسبة لمرض الصرع: أسأل الله لك العافية، وأنت قد تم شفائك من هذا المرض، والآن أتتك (يظهر) نوبة بسيطة، ولذا أعطاك الطبيب الـ (دباكين Depakine) لمدة قصيرة، فأسأل الله لك العافية والشفاء، ولا تنزعجي أبدا لموضوع الرعشة، وليس لها علاقة أبدا بمرض الصرع، هذا أؤكده لك تماما.

أما بالنسبة للانفعالات والمشاجرات: فهذا أصلا لا داعي له -أيتها الفاضلة الكريمة-، أنا أعرف أن ذلك موجود في مجتمعاتنا، لكن الشيء ما دام يضر الإنسان فلماذا يقع فيه، خاصة إذا كان الأمر أصلا لا فائدة فيه، فكوني إنسانة متسامحة، صبورة، تقدمين الخير دائما للآخرين، تنصحين من يتشاجرون، ولا تكوني ممن يهتمون لذلك.

وأنصحك أيضا بتطبيق بعض التمارين الاسترخائية مثل:
تمارين التنفس المتدرج (الشهيق والزفير)، وهذا تطبيق سهل جدا، وأنت جالسة في مكان هادئ كغرفة النوم مثلا، أغمضي عينيك، وافتحي فمك قليلا، وقولي {بسم الله الرحمن الرحيم}، وكوني في حالة هدوء واستقرار نفسي، ثم خذي نفسا عميقا جدا عن طريق الأنف -هذا هو الشهيق- واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، واحبسي هذا الهواء في صدرك لثوان قليلة، ثم أخرجيه بكل قوة وبطئ عن طريق الفم - هذا هو الزفير - ثم افعلي ذلك مرة أخرى، وهكذا.

هذه التمارين جيدة جدا لإزالة القلق والتوترات، وكذلك الرعشة، ويمكن أن تكرري هذا التمرين خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

أرجو أن تشغلي نفسك بما هو مهم حول تعليمك ومستقبلك، وما بك -إن شاء الله تعالى- كله سوف يزول.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات