السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب متزوج، وعمري 25 سنة، وعمر زوجتي كذلك 25 سنة، تزوجنا على كتاب الله وسنة رسوله منذ حوالي 4 أشهر من الآن.
في الشهرين الأولين استعملت زوجتي حبوب منع الحمل من نوع (ميكروجينون)، ثم توقفت عن استعمالها؛ بغية حدوث الحمل.
الآن قمنا بمحاولتين جديتين للحمل، لكن دون جدوى.
علما أننا نمارس الجنس في الأسبوع الثاني من الدورة، وبشكل منتظم ويومي لمدة أسبوع، ويكون ليلا في الساعة 23 تقريبا.
هل يمكن أن تحدثوني عن المشكلة أو عن بعض النصائح؟
علما أن زوجتي تذرف الدموع كلما نزلت الدورة؛ لأنها تريد الحمل، وأنتم تعرفون الضغوط النفسية على حديثي الزواج.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم رغبتك ورغبة زوجك في حدوث الحمل -أيها الابن الفاضل-، كما أتفهم ما تتعرضان له من ضغوط اجتماعية, لكنني أقول لك: إن فترة شهرين تعتبر فترة قصيرة جدا, وهي غير كافية للقول بوجود تأخر في حدوث الحمل, فنسبة حدوث الحمل في كل شهر هي نسبة لا تتجاوز 20٪, وهذا حتى لو كان كل شيء طبيعيا عند الزوجين, لكن هذه النسبة هي نسبة تراكمية, أي أنها تزداد (ولا تتضاعف) شهرا بعد شهر, لتصبح في حدود 60٪ إلى 70٪ بعد 6 أشهر, وفي حدود 85٪ بعد مرور سنة, وهذه نسب عالية –كما ترى-، ويجب الاستفادة منها قبل البدء بالاستقصاءات المجهدة والمكلفة للزوجين؛ لأن الحمل بشكل طبيعي يبقى هو الأفضل دائما.
وبالطبع, نحن ننصح بالصبر والانتظار فقط في حال لم يكن لدى أي من الزوجين مشكلة واضحة, أما إذا كانت هنالك مشكلة ما, مثل: وجود عدم انتظام في الدورة أو الألم الشديد مع الجماع أو إفرازات التهابية أو إدرار للحليب من الثدي أو غير ذلك...، فهنا لا يجوز الانتظار, بل يجب التدخل فورا.
لذلك نصيحتي لك -أيها الفاضل- هي كالتالي: إذا لم يكن هنالك شكوى مرضية واضحة عندك أو عند زوجتك, فإنني أدعوكما للصبر والتروي, والأفضل هو أن يحدث الجماع طوال فترة الطهر, وليس في الأسبوع الثاني فقط, ويمكن الجماع كل 2-3 أيام مرة, وطوال فترة الطهر, فهذا أفضل من أن يكون يوميا لمدة أسبوع فقط, وأنصحكما بتجاهل أي ضغوط يمارسها الأهل عليكما, فهذه الضغوط ليست مبررا للبدء بأي تداخل مبكر, والأفضل إعطاء الفرصة ليحدث الحمل بشكل طبيعي, فإن أعطيتما هذه الفرصة, ولم يحدث الحمل خلالها –لا قدر الله-، فعندها يمكن التداخل بشكل علمي ومدروس.
نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.