أختي ترتكب المحرمات دون خوف فما السبيل لإصلاح حالها؟

0 53

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تبلغ أختي من العمر عشرين عاما، لا تصلي، وعاقة لوالديها، ولا تهتم لكلام أي أحد ينصحها، وترتكب المحرمات، وتدخن، وتخرج مع الشباب، وكل تلك الأمور نحن على علم بها، وهناك بعض الأمور لا يعرفها والداي، خوفا عليهم من الصدمة.

نصحتها وتكلمت معها، ثم خاصمتها وضربها والدي، ولم تكترث لهذا، وما زالت مستمرة على أفعالها الشنيعة، كلما حاورناها تلجأ إلى الانتحار لإخافتنا، أصبحت مهمومة ومكتئبة بسببها، وأدعو عليها ليل نهار، كرهتها إلى حد الجنون، ماذا نفعل معها؟ هل من الممكن أن نذهب بها إلى مصحة نفسية ونتخلص منها ومن مشاكلها؟ علما أني اقترحت عليها أن تذهب وتكلم مستشارة أسرية ولكنها رفضت، وقالت بأنها ليست مجنونة، وحاولت إقناعها دون جدوى.

ساعدوني فرج الله همكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ bshbsh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال، وشكرا على حرصك على خير ومصلحة أختك، وهذا واضح تماما من خلال رسالتك، وخاصة أن سلوك أختك قد تجاوز عددا من الخطوط الحمراء، والتي لها بعد شرعي فيه حلال وحرام، ولا شك أنك مشكورة على صبرك على أختك، وعلى عدم معاملتها بالمثل، وعلى رغبتك في مساعدتها، ولكن الموضوع ليس موضوع وضع الأخت في مصحة عقلية، وإلا فنصيحتك لها بالحديث مع المستشارة الأسرية في المدرسة فكرة طيبة ومناسبة.

يبدو أن سلوكها هذا يزعجك ويؤلمك كثيرا، فهل يا ترى أنت قادرة على مواجهتها بهذا الأمر؟

هذا سؤال لابد لك أن تسأليه لنفسك، فبالرغم من حرصك على مساعدتها فقد لا تكوني أنت الشخص الأنسب الذي يقوم بهذا، فهل يوجد من هو مرشح أكثر منك للقيام بهذا العمل؟

يتمنى الإنسان أحيانا لو يساعد من يريد مساعدته، إلا أن هناك ظروفا كثيرة قد تمنعنا من تحقيق ما نريد؛ فـ {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: 56]، وربما يفيد أحيانا أن نقبل بهذه الحقيقة، أو كما قال تعالى: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} [الكهف: 6]، فهل هناك شخص مهيأ أكثر منك لهذا العمل؟ وليس في هذا تقليل لقيمتك أو قدراتك، فكل إنسان له مفاتيح، وليست كل هذه المفاتيح متوفرة عند الجميع. ويفيد أن تتحدثي في هذا مع واحد آخر من أفراد الأسرة للاتفاق على الطريقة والشخص المناسبين.

ومع ذلك إذا رغبت أنت شخصيا بالمحاولة فحاولي، ولك الأجر والثواب على هذا، ولكن عليك تخير الوقت والمكان المناسبين، والطريقة الأفضل، والتي تنسجم مع شخصيتك ومع شخصية هذه الأخت، الأمر الذي لا يستطيع أن يجيب عليه ويحدده إلا أنت.

ولا تنسي الدعاء لها بدل الدعاء عليها، فإن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، والهداية بيده سبحانه، فما عليك مع دعوتها بالتي هي أحسن إلا الدعاء لها، وإظهار المحبة لها، حتى وإن كنت تكرهين أفعالها، فالداعية لابد أن يكسب قلوب الآخرين حتى يسمعوا كلامه ويقتنعوا بنقاشه، وهذه الأخت تحتاج إلى رفق وشفقة؛ لأنه ما تفعله يضر بها وبغيرها.

وفقك الله، وأصلح أختك ونفع بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات