أنا ميسورة وزوجي فقير فهل أساعده في أعباء الزواج؟

0 289

السؤال

السلام عليكم

تقدم لخطبتي شاب فقير، وأنا ميسورة جدا، فهل أشتري له كل أثاث المنزل أم سيعود ذلك بالوبال علي بعد الزواج؟ يعني سيطمع في أموالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول: لم تذكري لنا من صفات خطيبك سوى أنه فقير، ولا ندري هل هو صاحب دين وخلق أم لا؟ فهاتان الصفتان أهم من أي صفات أخرى؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حثنا على ذلك فقال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صمام أمان للحياة الزوجية المطمئنة، وهما بالنسبة للزوجين كمثل الجناحين للطائر، وصاحب الدين والخلق إن أحب المرأة أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.

- إن كان خطيبك على خلق ودين، فإن خلقه سيدعوه إلى حسن معاشرتك، وتقديره لك، وشكرك لما قدمته، ودينه سيمنعه من أن يطمع في مالك ثم إن حاله لن يدوم -بإذن الله تعالى-، فالغنى والفقر من الأمور العارضة كما يقول بعض العلماء (دوام الحال من المحال)، فلا يدوم حال الغنى ولا الفقر فمن كان غنيا اليوم قد يكون فقيرا غدا والعكس كذلك، بل إن الله تعالى يعين المتزوجين كما قال تعالى: (وأنكحوا الأيامىٰ منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ۚ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ۗ والله واسع عليم).

- من أهم الأمور كذلك أن يكون خطيبك قادرا على تحمل تبعات الزواج كإيجار البيت، وتوفير القوت، وغير ذلك، فأما إن لم يكن قادرا فهذا لا ينبغي له أن يتزوج يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) والمقصود بالباءة الجماع وتبعاته، فإن كان غير قادر على أي شيء فلا أرى لك الموافقة على الزواج به إلا إن كانت فرص الزواج أمامك قليلة.

- إذا كانت فرص الزواج أمامك قليلة وتخشين من ألا يتقدم لك غيره فأرى أن تعينيه لكن من دون إسراف ولا تبذير فلعل الله يغير أحواله بعد الزواج كما مر في الآية؛ فسعادة العيش مع الزوج وبناء أسرة، معه خير من المال وجمعه.

- بجانب هذه الاستشارة استشيري والديك فهما أصحاب خبرة، وأحرص الناس على سعادتك ومصلحتك، كما أوصيك بأن تصلي صلاة الاستخارة وهي ركعتان من دون الفريضة، وادعي بالدعاء المأثور، وانظري ماذا يقذف الله في قلبك؟ وماذا ستجدين في صدرك؟ فتوكلي على الله، واعملي بموجب ذلك، فالله لن يختار لك إلا ما فيه خير لك.

- تضرعي إلى ربك بالدعاء وأنت ساجدة، وفي أوقات الإجابة أن يوفقك لاتخاذ القرار الصحيح، وأن يختار لك ما فيه الخير.

أسأل الله تعالى أن يوفقك ويسعدك إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات