السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 18 سنة، آخذ دواء انفيقا بحدود 3 مرات، عند مراجعة الطبيب آخر مرة كنت أعاني من اكتئاب، وكتب لي بروزاك، لكن أمي لم تسمح لي باستعماله بسبب آثاره الجانبية، رغم حاجتي له في ذلك الوقت.
شفيت من الاكتئاب فترة، لكن رجع مرة أخرى، وبصورة أقل، وغالبا أشعر به وقت الفجر، مع ذلك أنام جيدا، وشهيتي جيدة، لكنني أشعر بالاكتئاب رغم أنني أصلي وأقرأ القرآن، وأشعر أحيانا بالرغبة في البكاء.
رغم أنني آخذ الدواء بانتظام، إلا أنني أحس بطنين في أذني، فوصف لي الطبيب دواء الأرتان، فهل يوجد دواء ينفع حالتي؟ أو طرق علاج غير الدواء؟ أمي وأبي يقولان أنني لا أحتاج مضاد اكتئاب، فهل هذا صحيح؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
في هذه المرحلة لا أريدك أن تعتمدي على الأدوية كثيرا، الذي بك -إن شاء الله تعالى- هو نوع من الحالة النفسية الظرفية – أي العابرة – والاكتئاب في سن اليفاعة وما بعد البلوغ يأتي؛ لأن هذه المرحلة أيضا تتميز بالكثير من التغيرات النفسية والجسدية ومشاكل الهوية والتوجه نحو المستقبل، هذا كله قد يجعل الإنسان في حالة من عدم الاستقرار.
أهم علاج هو أن تكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تجاهدي نفسك في أن تنظمي وقتك، وأي إنجاز تنجزينه خاصة فيما يتعلق بموضوع دراستك أو مساعدة أسرتك، هذا سوف يجعلك تحسين بالمردود النفسي الإيجابي الداخلي، وهذا يعود عليك بخير كبير.
أيتها الفاضلة الكريمة: ليس هنالك ما يدعوك للبكاء، الحياة طيبة جدا، تخلصي من الفكر السلبي، لا تكوني متشائمة، ابني صداقات مع الصالحات من البنات، مارسي أي نوع من الرياضة، وزعي وقتك بصورة طيبة، وعليك بالنوم الليلي المبكر، وعليك بممارسة تمارين الاسترخاء، هذا كله علاج وعلاج فاعل جدا، فلا تهتمي بما أسميته الشعور بالاكتئاب، لا، الحزن يزول، والسعادة تأتي، والسعادة يبنيها الإنسان، يصنعها الإنسان.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، واستعمال الدواء لا بأس به، لكني لا أريدك أبدا أن تتخذيه الوسيلة العلاجية الأساسية، ما ذكرته لك من إرشاد وبصورة مبسطة إن طبقتيه سوف تجدين أنك -إن شاء الله تعالى- بخير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.