السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شاب في (24) من العمر، وكنت على علاقة بفتاة منذ سنتين، ولكننا افترقنا بسبب طبعها السيء، وبسبب رفضها لارتداء الحجاب منذ أربعة أشهر، لكنها الآن رجعت إلى رشدها، وقامت بارتداء الحجاب، وطلبت مني المسامحة على كل ما كانت تفعل، وبالفعل رأيت فيها أنها تغيرت، كما تغيرت رؤيتها للأشياء، وصارت أكثر التزاما.
أنا الآن في حيرة من أمري؛ لأن رفضي لها جعل صحتها تتدهور، وجعلها تعاني وتلوم نفسها، رفضتها ليس كرها لها، وإنما بسبب ما فعلت، ولكن ضميري يؤنبني على الحال التي هي فيها، وأخاف إن خطبتها ألا أكون سعيدا معها، وأخاف إن واصلت رفضي فتكون معاناتها بسببي، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونتمنى أن لا ترضى لبنات الناس ما لا ترضاه لأختك أو عمتك أو خالتك، وتقيد في علاقاتك وأحوالك بشريعة ربنا وربك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك ويسعدك.
طالما أن الفتاة رجعت وندمت، وصححت أخطاءها، وارتدت حجابها، وأنت في الأصل لم تكن كارها لها، بل كنت رافضا لتجاوزاتها. فنحن ندعوك إلى إعطائها فرصة، وإذا ثبت لك صدق توبتها؛ فأرسل من تتكلم في شأنها، ولا تخطبها من نفسها، وإذا حصلت الموافقات النسائية والتوافق، فاطرق باب أهلها بصحبة والدك والوجهاء، فإن حصل الوفاق والاتفاق، فحينها سنردد: (لم ير للمتحابين مثل النكاح) فاحمد ربك الفتاح، واسلك سبيل الشرع؛ ففيه الفلاح.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تؤسس علاقتك الجديدة على قواعد الشرع الحنيف، ولا تكون علاقات عاطفية خارج الإطار الشرعي، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، ونحيي المشاعر النبيلة التي حملتك على التواصل والاستفسار، ونسأل الله لك السعادة والاستقرار.