كيف أصدق مع نفسي وأثق بها وأحل مشاكلي؟

0 241

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أريد أن أقوي شخصيتي، أريد أن أثق بنفسي، أنا دائما أبحث عن مشاكلي وأجدها، وأبحث عن علاج مشاكلي وأجدها.

ولكن المشكلة أني لا أعالج نفسي، كلما واجهت مشكلة بحثت عن علاجها، وعندما أجد العلاج أتوقف ولا أعالج نفسي، يقال لي أنت ذكي وممتاز، لكنك مهمل.

كيف أعمل وأبدأ أول خطوة للعلاج، وأترك الإهمال؟ بدلا من أضيع وقتي وأتعب نفسي، وأبحث عن مشاكلي وأجد العلاج، ثم لا أعمل شيئا، أو يمر يومان، ولم أعمل شيئا للمشكلة، حينئذ أنساها وتقل الهمة، وتقل الرغبة في التغيير، أخشى أن تعطوني العلاج ولا أعمل به!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا على هذا الموقع.

إن الكثير مما ذكرت يعاني منه الكثير من الناس، وهو التسويف وتأجيل ما يجب أن ألا يؤجل، وإهمال النفس والالتفات للأمور الأخرى غير الذات، والرسول الكريم يقول لنا بما معناه: (إن لنفسك عليك حقا) فما الفائدة أن نحاول مساعدة الآخرين ونحن نهمل أنفسنا، وبالتالي لن يستفيد الآخرون منا على المدى الطويل!

من الأمور الهامة في تغيير النفس، وتغيير نمط السلوك والحياة أمر جوهر، وهو الإيمان بأن التغير البسيط الجزئي يمكن أن يؤدي من خلال الزمن للتغيير الأكبر الذي نريد ونطمح إليه.

طبعا أنت لم تذكر أمثلة عما تريد أن تغيره في حياتك إلا أنك تريد أن تقوي من شخصيك، وتثق في نفسك... وهذا كلام جميل إلا أنه كلام عام غير محدد، وهنا تظهر المشكلة الثانية فيما يعيقنا عن التغيير، وهو عدم أو ضعف وضوح الهدف الذي نريد الوصول إليه، فإذا لم أعرف هدفي من عمل أو جهد معين، فكيف أصل لهذا الهدف، وكيف أعرف عندما أصل إلى هذا الهدف أني وصلت؟

حدد الهدف المطلوب، مهما كان صغيرا أو بسيطا، ومن ثم قم بالسعي للوصول إليه، وتذكر أن التغير يؤدي للمزيد من التغيير، والنجاح يؤدي لنجاحات أخرى.

فمثلا حدد الآن عملا كنت تتمنى القيام به منذ مدة إلا أنك كنت دوما تؤجل القيام به، وانتبه أني قلت عملا، وليس مجرد فكرة، عملا تريد القيام به مهما كان صغيرا وبسيطا -وإن شاء الله- ستلاحظ وخلال فترة قصيرة أنك قمت به، ومن أمثلة هذه الأعمال، على سبيل المثال لا الحصر:
• قراءة كتاب معين.
• الاتصال بصديق لم تتصل به منذ مدة.
• زيارة محل في السوق وشراء شيء تريده منذ مدة.
• ترتيب غرفتك.
• التسجيل في دورة تتمنى حضورها.
• استشارة طبيب في موضوع صحي يقلقك.
• شراء هدية لأحد والديك تفكر القيام به منذ مدة.
• القيام ببعض التمارين الرياضية التي كنت تؤجلها منذ مدة.

وهكذا كلها أمثلة لأعمال بسيطة إلا أنها يمكن أن تتراكم وتؤجل يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع... بينما يمكنك البداية بتنفيذها اليوم.

كثير من الناس يفكر ويحلم بتغيير نفسه، إلا أن هذه الرغبة مبهمة، وغير محددة، أو غير واضحة، ومن ثم يستغرب أنه لم يستطع أن يغير نفسه!

إن تغيير النفس، وتقوية الثقة بالنفس قد ينتج وبشكل طبيعي من خلال تغيير السلوك، وتغيير العادات، فهذا أفضل من مجرد الحلم وتمني تغيير النفس في الجانب المعنوي وغير الواضح.

أرجو أن تقرأ جوابي هذا، ومن ثم تبادر للتنفيذ، بتحديد العمل والقيام به، وستلاحظ وخلال فترة قصيرة أنك لم تعد لما وصفته من الكسل أو التأجيل والتسويف.

أعانك الله، ويسر لك التغيير الذي تريد.

مواد ذات صلة

الاستشارات