السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عزباء، منذ شهرين مرضت وخفت كثيرا، وقرأت عن أعراض الإيدز، وأتوهم وأقول: أنا مصابة بالمرض، مع العلم أني لم أتعرض لأسباب العدوى، وبدأت أتخيل أني سأموت، ذهبت إلى عدة دكاترة، الكل طمأنني وقال لي: مجرد برد، أجريت تحليلا شاملا، والنتيجة جيدة، وتحليل الإيدز سلبي، هدأت واطمأننت، ولكن بعد 15 يوما كنت جالسة في الحافلة وشعرت بوخز ربدي، وتوهمت أني حقنت بالإيدز، صرت أحس بوخز في كامل جسمي، وخوف، وحزن، وأستيقظ في الليل عدة مرات، قاومت نفسي وأقنعتها أني أتوهم، وخرجت من الحالة بعد 4 أيام، ولكن قبل 3 أيام عادت إلي حالة الحزن والاكتئاب دون سبب!
وأصبحت أعاني من الأرق والقلق والوسوسة، وقرأت عن المس وأعراضه، وأصبحت خائفة أن أكون ممسوسة؛ لأنني مصابة بالاكتئاب، وأشعر بتنميل في جسمي، وأرى أحلاما مزعجة، ولا أستطيع التركيز في دراستي، قرأت سورة البقرة وشعرت بوخز وتنميل في رجلي اليمنى، ساعدوني!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
مشكلتك تتمثل في أنه لديك استعداد للمخاوف، ومخاوفك من نوع معين، هي حول الأمراض ومرض الإيدز على وجه التحديد، والخوف من الأمراض له نمط معين، فالأمراض التي تظهر فجأة وتشد انتباه الناس، وتكون هنالك محاذير حولها تؤثر في الناس، والبعض يدخل في نوع من المراء المرضي أو التخوف المرضي الشديد، وهذه بالفعل حالة تؤدي إلى الضيق، وتؤدي إلى التردد بين المستشفيات، وأن يكون الإنسان غير مطمئن، وأن يسيطر عليه نوع من القلق التوقعي والاستباقي.
أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تكوني مطمئنة، أنت بخير، وهذه كلها وساوس افتراضية، يجب أن تحقريها، ألا تعيريها اهتماما، أنت -إن شاء الله تعالى- في حفظ الله ورحمته، احرصي على أذكار الصباح والمساء وأذكار ما بعد الصلوات، صل صلاتك في وقتها، اسألي الله تعالى أن يحفظك من كل مرض، وأن يعافيك من كل بلاء.
وموضوع المس أرجو أن تستبعديه تماما، حالتك ليست حالة من حالات المس، والمؤمن في حفظ الله، وإذا دخلت في هذه الأوهام حول الجن والمس والعين؛ فهذا سوف يعقد الأمر كثيرا بالنسبة لك، أنا أؤمن بالعين، وأؤمن بالجن، وأؤمن بالمس، وأؤمن بالسحر، كل هذا أؤمن به، لكن أؤمن أن الله خير حافظا، اقرئي سورة البقرة.
أنت سليمة، وسوف تظلين سليمة، وحقري هذا الفكر، وأشغلي نفسك بما هو مفيد، ويا حبذا لو انخرطت مع جمعية اجتماعية أو دعوية تساعد المرضى، هذا سوف يثبت يقينك بأنك في صحة جيدة، واحرصي على الحياة الصحية؛ حيث ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، والتوازن الغذائي، والحرص على الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن والدعاء وصلة الرحم، ولا بد أن يكون لك أفكار إيجابية حول المستقبل، وتخططي لأن تجعلي لحياتك معنى، تساعدي من خلالها نفسك والآخرين.
هذا هو الذي أنصحك به، وأعتقد أن عمرك يؤهلك لتناول أحد مضادات المخاوف لفترة قصيرة جدا، ثلاثة أشهر فقط تكفي، من الأدوية الطيبة عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) الجرعة هي: خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
وإن أردت أن تشاوري طبيبك في مقترحاتنا هذه فهذا أيضا أمر جيد ومقبول بالنسبة لي، بل وأؤيده كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ/ عماد البكش مستشار اجتماعي تربوي.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صرف الله عنك كل مكروه وسوء وحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.
قد يكون ما تشعرين به صادر عن الوهم الصادر عن مطالعة خبر الجن، وقصص المصابين، وكم ممن شاهد مسحورا أو ممسوسا أو محسودا فتوهم أن به نفس الإصابة، ثم يتبين أن للوهم الجزء الأكبر في إحداث أعراض الإصابة، والوهم ليس عيبا ولا يخلو منه آدمي، وقلوب بني آدم مجبولة على تلقي الوهم والانفعال به وهذا واقع مشاهد غير مستنكر في حياة البشر، قال ابن القيم :"الوهم فعال مستول على القوى والطبائع"، وقال: " الواقع شاهد بتأثير الوهم والإيهام، ألا ترى أن الخشبة التي يتمكن الإنسان من المشي عليها إذا كانت قريبة من الأرض لا يمكن المشي عليها إذا كانت على مهواة بعيدة القعر، والأطباء تنهى صاحب الرعاف عن النظر إلى الشيء الأحمر، وتنهي المصروع عن النظر إلى الأشياء قوية اللمعان أو الدوران؛ فإن النفوس خلقت مطيعة الأوهام."
وكم من معاني نفسية تؤثر على أعضاء جسمانية فتحدث تغيرا عجيبا، فالقيء والإسهال المصاحب لحالات القلق والاضطراب يدل على ذلك، وكم من شخص مات بالوهم، وشفي به، ولا يمتنع أن يكون ما تحسين به من تنميل أثر لذلك الوهم، وما ترينه من منامات مزعجة من حديث النفس، والحكم على شخص ما بأنه مصاب بالمس وغيره لا يتوقف على عرض واحد أو أكثر بل يحتاج إلى تتبع حالته ومعرفة أوجاعه الجسدية، وأعراضه النفسية وأحلامه، ثم يصدق ذلك كله، ويكذبه الرقية على المريض من راق حازق ذي خبرة وبصيرة، ومعرفة بالتفرقة بين العرض الروحي والعرض النفسي.
وننصحك أيتها -الأخت الفاضلة- ببعض النصائح المعينة لك على الخروج من ذلك الأمر منها:
أولا: ينبغي التوكل على الله، والاعتقاد بأن النفع والضر بيد الله، وطرد الخوف والحزن من القلب فهما جند الشيطان، فمن كان الله معه فلن يضره أحد.
ثانيا: الشيطان ضعيف جدا، وطرده أمر هين وقد ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم تقليل لشأنه أن طرده يكون بالتفل والنفث، وهذا يدل علي يسر الانتصار عليه، والشيطان يتعاظم إذا نسب الإنسان له قدرة على الضر فينبغي أن يعلم أنه لا يقدر إلا على ما أقدره الله عليه، والشيطان يراك وأنت لا ترينه، وعدو هذه شأنه لم يقدر أن يفعل معك إلا هذه الوسوسة فهو ضعيف.
ثالثا: القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحمية منه لمن رزقه فهما في كتابه.
رابعا: من تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم من الشدة والضرر ما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين, ويرجونه ولا يرجون أحدا سواه, وتتعلق قلوبهم به لا بغيره فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه, وحلاوة الإيمان, وذوق طعمه, والبراءة من الشرك, ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف والجدب, أو حصول اليسر, أو زوال العسر في المعيشة، فإن ذلك لذة بدنية، ونعمة دنيوية قد يحصل منها للكافر أعظم مما يحصل للمؤمن، وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله والدين فأعظم من أن يعبر عنه بمقال, أو يستحضر تفصيله بال, ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه؛ ولهذا قال بعض السلف: يا ابن آدم لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك.
وقال بعض الشيوخ: إنه ليكون لي إلى الله حاجة وأدعو فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي؛ خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك؛ لأن النفس لا تريد إلا حظها فإذا قضي انصرفت.
خامسا: اعلم أن الدواء إنما ينفع غالبا من تلقاه بالقبول وعمله باعتقاد حسن، وكلما قوي الاعتقاد وحسن الظن بالله كان أنفع.
قال ابن القيم: وليس طبه صلى الله عليه وسلم كطب الأطباء، فإن طب النبي -صلى الله عليه وسلم- متيقن قطعي إلهي، صادر عن الوحي، ومشكاة النبوة، وكمال العقل.
وطب غيره أكثره حدس وظنون، وتجارب، ولا ينكر عدم انتفاع كثير من المرضى بطب النبوة، فإنه إنما ينتفع به من تلقاه بالقبول، واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور إن لم يتلق هذا التلقي لم يحصل به شفاء الصدور من أدوائها، بل لا يزيد المنافقين إلا رجسا إلى رجسهم، ومرضا إلى مرضهم، وأين يقع طب الأبدان منه، فطب النبوة لا يناسب إلا الأبدان الطيبة، كما أن شفاء القرآن لا يناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية، فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع، وليس ذلك لقصور في الدواء، ولكن لخبث الطبيعة، وفساد المحل، وعدم قبوله.
سادسا: عليك برقية نفسك بآيات القرآن كالفاتحة، وآية الكرسي، والآيتين من آخر سورة البقرة، والمعوذات وما ورد في السنة،
وهذه بعض الأدعية تنفعك -بإذن الله- وتذهب عنك جميع ما بك من هواجس وأمراض:
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات، باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك.
قولي: باسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر وفي رواية: في كل مسحة وفي أخرى: ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا.
بسم الله الرحمن الرحيم، أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد، بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا، بإذن ربنا.
تعوذي بالله منه واتفلي عن يسارك إذا أحسست بوساوسه، ومن المأثور: اللهم أذهب عنه الشيطان عني، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن.
أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وبرأ وذرأ.
اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة، من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك وبحمدك.
اللهم رب الناس أذهب البأس، اشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما.
اللهم اشفه، اللهم عافه اللهم اشف (فلان وسميه) ويقول المريض اللهم اشفني وعافني، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ.
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك.
لا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، باسم الله، اللهم أذهب حرها وبردها ووصبها.
بسم الله، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، حسبي الله توكلت على الله، ما شاء الله لا يأتي بالخير إلا الله ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله، حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله منتهى ولا دون الله ملجأ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز تحصنت بالله العظيم، واستغثت بالحي الذي لا يموت، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بركنك الذي لا يرام، اللهم ارحمنا بقدرتك علينا فلا نهلك وأنت ثقتنا ورجاؤنا إنك أنت أرحم الراحمين.
وتكثرين من الدعاء والتضرع لله، وعليك بدعوات تفريج الكروب.
والله المرجو أن يعافيك من كل بلاء، ويفرج عنك كل كرب.