السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة سمعت أن العذراء إن تمسحت بثياب فيه السائل المنوي، أو جلست مكانا فيه سائل منوي فإنها تحمل، فهل هذا صحيح؟
أيضا: أعاني من وجود كتلة في الثدي، وأوصاني الأطباء بالعملية لاستئصالها، وهي مؤلمة جدا، وكذلك فإن الدورة الشهرية لا تنزل إلا بالحبوب.
فهل هذه الحبوب تسبب العقم؟ وهل نزول إفرازات بيضاء تعني فقدان غشاء البكارة؟ وكيف أتأكد من سلامة الغشاء بنفسي؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا -يا ابنتي- ليس صحيحا ما يتداولونه الناس من أن الحمل ممكن عند الفتاة -سواء كانت عذراء أم غير عذراء-، عن طريق مسح أو ملامسة الفرج للملابس الملوثة بالسائل المنوي, أو عن طريق جلوس الفتاة مكانا يحوي على السائل المنوي، هذا كلام غير صحيح علميا، ولا يمكن أن يحدث أبدا, والسبب هو أن الحيوانات المنوية هي خلايا حساسة وهشة وضعيفة, ولا تعيش إلا في ظروف خاصة جدا من الحرارة والرطوبة والبيئة الكيميائية؛ لأنها لا تحتوي في نواتها إلا على نصف العدد من الصبغيات, ومعلوم بأن الصبغيات هي المادة الرئيسية في حياة الخلايا, لذلك فإن الحيوانات المنوية ستفقد حركتها وستموت في خلال دقائق قليلة جدا بعد تعرضها للهواء، أو للأسطح الجافة, فاطمئني تماما من هذه الناحية.
بالنسبة لسؤالك عن حبوب منع الحمل: فإنني أؤكد لك على أن هذه الحبوب لا تؤدي إلى العقم مستقبلا, وهي آمنة جدا من هذه الناحية, وعلى العكس تماما, فقد يكون لهذه الحبوب فائدة ودور في المحافظة على مخزون المبيض من الضياع بدون فائدة, فبسبب أنها تمنع حدوث الإباضة, فهذا يعني بأنها يمكن أن تحافظ على البويضات في داخل المبيض.
بالنسبة للأكياس التي تظهر في الثدي: فإن لها أنواعا عدة, وقرار الجراحة أو الاستئصال يتم إتخاذه بناء على عوامل عدة أهمها: حجم الكيس, ونوعه, ومحتوياته, وظروف الفتاة، وبإمكانك إرسال نسخة عن تقرير الحالة عندك إن كنت تريدين الرأي فيها.
إن نزول إفرازات شفافة أو بيضاء هو أمر طبيعي وفيزيولوجي, ويحدث عند كل النساء في سن النشاط التناسلي, وهذه الإفرازات لا يمكن أن تسبب أذية في غشاء البكارة، فهي لينة ومائية القوام, وتمر بسهولة بالغة من فتحة الغشاء مهما كانت غزارتها, والغشاء لا يتمزق إلا بالأجسام الصلبة والقاسية جدا فقط, فاطمئني تماما, وأنصحك بعدم محاولة فحص نفسك؛ فمثل هذا الفحص سيجلب لك مخاوف كثيرة لا تنتهي, ولن يقدم لك أي فائدة, فلا يمكن للفتاة مهما فعلت أن تميز بين غشاء البكارة السليم من غير السليم, فمثل هذا التمييز يتطلب خبرة كبيرة في الاختلافات التشريحية الكثيرة في شكل الغشاء، وشكل فتحته وموقعه, والأهم هو أنه يتطلب خبرة كبيرة في التمييز بين الانثناءات والأثلام الطبيعية والخلقية التي قد توجد في حواف الغشاء، وبين الشقوق والتمزقات المكتسبة التي حدثت بسبب أذية فيه, ولذلك أنصحك بعدم محاولة الخوض في دوامة الفحص, فإذا كنت متأكدة من أنك لم تقومي بإدخال شيء صلب إلى جوف المهبل, فهنا أؤكد لك بأن غشاء البكارة عندك سيكون سليما, وستكونين عذراء -بإذن الله تعالى-, وهذا كلام علمي ومؤكد 100٪ وليس كلام مجاملة.
أسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.