أهلي لا يحبون زوجتي، فماذا أفعل لكي أحببهم فيها؟

0 301

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج منذ سنة ونصف بامرأة -والحمد لله- محبة، ومن جنسية غير جنسيتي، ولكن مسلمة، وأخلاقها عالية، وبعد الزواج لاحظت أن والدتي لا تحب زوجتي، ولا تكلمها، وحتى أبي يطلب مني أن أقضي معهم الوقت بدون تقدير أني متزوج، مع العلم أنها تعاملهم باحترام ولطف، ولكنهم لا يسألوني: كيف هي؟ ومتى ستنجبون أطفالا؟ وما هي خططكم؟ حتى أن زوجتي باتت تكره زيارتهم، ولا تحب سماع أخبارهم.

أنا محتار، وواقف في المنتصف بين رضا الوالدين وإسعاد زوجتي البعيدة عن أهلها؛ لتعيش معي في غربة.

ماذا تنصحني أن أفعل لكي أحبب أهلي بها؟ علما أننا تزوجنا بحب، وأخبرتهم عنها فوافقوا على خطبتها لي، وسافرنا لأهلها وهم بسعادة، وتغير الحال بعد الزواج.

وكذلك كل أفراد عائلتي من بيت الجد والأخوال والخالات والعمات لا أجد أحدا يقدرها، ويسأل عنها (أحس هذا بسبب أننا من طبقة اجتماعية مختلفة).

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- فإن من فضل الله عليك أن وفقت للأخذ بخاطر والديك ومباركتهم لزواجك من هذه المرأة، ومن نعمه عليك أنها مسلمة، فيجب أن تعامل والديك بما يرضي الله، وإياك أن يغضبا عليك، وأعط زوجتك حقها، وعاملها بالحسنى؛ حتى لا تأخذ انطباعا سيئا عن الإسلام.

- لم تخبرنا بكيفية زيارتك لوالديك، هل هي يومية أم أسبوعية؟ فإن كانت يومية فليكن بقاؤك معهما بقدر، بحيث لا إفراط ولا تفريط؛ فلوالديك عليك حق، ولزوجتك عليك حق، وإما إن كان كل ثلاثة أيام أو أكثر فينبغي أن تبقى على تواصل يومي معهما عبر الهاتف، ولا بأس أن تبقى معهما الوقت الذي يرضيهما في حال زيارتهما.

- لتبق زوجتك على تواصل مع أهلك عبر الهاتف، والرسائل النصية، أو عبر برامج التواصل الاجتماعي، وينبغي ألا تنعزل عنهما؛ فذلك سيحدث مع الزمن اندماجا، وسيبني جسورا للثقة والمحبة، ويردم كل هوة وجفوة.

- جاهد نفسك على البر بوالديك؛ فالله تعالى قد قرن برهما بتوحيده فقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} وطالما وأنت تعيش في بيت مستقل -كما فهمت من استشارتك- فذلك سيقلل من احتكاك زوجتك بهما، خاصة في هذه المرحلة، وعليكما ألا تشعرا والديك بأي تضجر، وينبغي أن تتفهم زوجتك الوضع القائم، والأسباب التي أدت إليه، ولعل ذلك يتغير من خلال الممارسة، وحسن الاقتراب منهما.

- الذي يظهر لي أن الجفاء الحاصل بين أهلك وبين زوجتك ناتج عن اختلاف الطباع والعادات والتقاليد، وربما ضعف اللغة عندها، فزوجتك لا تعرف عادات وتقاليد أهلك، ولذلك لم تستطع هي ولا هم التكيف مع بعض، ولذلك ينبغي أن تتعلم زوجتك عادات وتقاليد أهلك، ومن خلال مشاركتها لهم في العادات والتقاليد كأنها واحدة منهم، ومن خلال قيامها بخدمتهما في حال زيارتهم، والتودد إليهما؛ تستطيع أن تكسب قلوبهما بإذن الله.

- لا بد أن تعلم زوجتك كيف توسع صدرها وبالها مع والديك بالذات، ومع الأيام سيحدث التأقلم بينهم، وخاصة إن رزقك الله منها بأبناء.

- الهدية تعمل في القلوب عملها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تهادوا تحابوا) فأتمنى أن تقوم أنت بشراء هدايا قيمة لوالديك ما بين الحين والآخر، وتجعل زوجتك تقدمها لهما على أنها منها، وسترى -بإذن الله- التقارب الذي سيحدث بينهم.

- إن كانت زوجتك تحسن طبخ الأكل الذي يحبه والداك فادعهما وبقية أفراد أسرتك لتناول الطعام ما بين الحين والآخر في بيتكما.

- أشركا والديك معكما في بعض الرحلات، أو الخروج للمتنزهات؛ فذلك سيحدث نوعا من الاندماج بينهم، واجعل زوجتك هي من تتواصل معهما في بعض الأحيان، وتطلب منهما المشاركة معكما.

- اجعل زوجتك تستفيد من خبرة والدتك في التدبير المنزلي، وتستشيرها في بعض أمورها؛ فذلك سيشعر الوالدة بأن لها مكانة في نفس زوجتك، ويجب على زوجتك أن تكسب قلب أمك، وتعاملها كأنها أمها؛ لكي تعاملها أمك وكأنها ابنتها، وليكن لك دور في هذا الجانب.

- عليكما بالتضرع بين يدي الله بالدعاء في حال السجود، وفي أوقات الإجابة أن يؤلف الله بين القلوب، ويحبب بعضهم لبعض، فإن توفرت فيكما شروط قبول الاستجابة، وانتفت الموانع؛ فسيستجيب الله لكما، قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}.

أسأل الله تعالى لكما السعادة، وأن يؤلف بين قلب زوجتك وأهلك؛ إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات