السؤال
السلام عليكم.
لدي استشارة نفسية، تم تشخيصي قبل (5) سنوات بمرض ثنائي القطب، ومنذ ذلك الحين وأنا أصارع مع الأدوية والمرض، والمشكلة أني لا أريد علاجا يزيد الوزن، وهنا تكمن المشكلة، فالسيركويل زاد الوزن بشكل رهيب، ولاماكتيل لمدة (3) شهور لا فائدة تذكر، الأبليفاي جعلني لا أستطيع التوقف عن الحركة، وأتعبني، والزلدوكس أتعبني جسديا، وجعلني أنام طوال الوقت، والتجراتول سبب لي رجفة باليد، والليثيوم سبب لي رجفة باليد والوجه.
كل الأدوية تم تجريبها لمدة جيدة، أحيانا سنة، وأنا فعليا ارتحت على السيركويل، وأتناول (100) ملغ إكس أر قبل النوم مع حبة زاناكس (1) ملغ، أيضا قبل النوم بانتظار حل، لا زلت عصبيا، وأتحدث كثيرا، ودائما قلق وخائف بلا سبب من القادم فقط، إذا أحد أثارني أو عارضني بالرأي؛ أجرحه بالكلام، ولا أتوقف، علما بأني ناجح أكاديميا وعلميا، وبالعمل -الحمد لله- وأنا صيدلي.
دكتور: أرجو منك أن تعطيني حلا أو دواء لا يسبب زيادة الوزن، ولا يؤثر على القدرة الجنسية، ولا يسبب رجفة (trimmer) و(restlessness)؛ لأني تعبت من تجارب الأطباء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بشار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض اضطراب ثنائي القطبية هو اضطراب وجداني أو اضطراب مزاج، وعادة يأتي إما في شكل نوبة اكتئاب تمتد لفترة من الوقت حتى دون علاج، في خلال ستة أشهر على الأكثر تختفي، أو تزول الأعراض، أو في شكل نوبة (مينيا Mania/هوس) أحيانا تكون النوبات أكثرها اكتئاب، أو أكثرها (مينيا/هوس) ولكن لتشخيص ثنائي القطبية لا بد من حدوث نوبات مينيا/هوس واضحة تعقبها نوبات اكتئاب، وحتى لو لم تحدث نوبات اكتئاب فحدوث نوبات مينيا أو الهوس كافية لتشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
ولا أدري هل تمت هذه المعايير التشخيصية أم لا؛ لأنك لم تذكر أيا من النوبات متى أتتك؟ وكيف تأتي؟ وما هي طبيعتها؟
الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية علاجه الأساسي هو مثبتات المزاج (mood stablizers) وهي العلاج الأساسي، ومثبتات المزاج الرئيسية هي الـ (ليثيوم Lithium)، والـ (كاربامزبين Carbamazepine) أو (تجراتول Tegretol والـ (صوديوم بربورات).
وهناك الآن أدوية أخرى تم إجازتها كمثبتات المزاج مثل الـ (سوركويل Seroquel)/(كواتيبين Quetiapine) والـ (اولانزبين Olanzapine)/(زبراكسا Zyprexa)، والـ (إبليفاي Abilifu)/(إرببرازول Aripiprazole).
واضح أنك أخذت من هذه المثبتات الليثيوم والإبليفاي والتجراتول والسوركويل، وذكرت أنها كلها عملت لك آثارا جانبية، إما في زيادة الوزن، أو آثارا جانبية أخرى، والآن تتناول السوركويل مائة مليجرام مع الـ (زانكس Xanax)/(البرازولام Alprazolam)، وذكرت أنك تحسنت بهذه الكيفية، ولكن زاد وزنك.
أولا: أرى أن توقف الزاناكس؛ لأن الزاناكس مهدئ، وليس مثبتا للمزاج، والاستمرار عليه يسبب إدمانا، لا أدري ما هي الفترة التي كنت تستعمل فيها الزاناكس، إذا كانت هذه الفترة أطول من ثلاثة أشهر فيجب عليك أن توقفه بالتدرج، تنتقل من الزاناكس إلى الـ (فاليم Valuim) والذي يسمى علميا باسم (ديازبام Diazepam) خمسة مليجرام، ثم تخفض ربع الجرعة كل أسبوعين حتى تتوقف منه نهائيا.
ليس هناك دواء مثالي لا يزيد الوزن ولا يسبب أي آثار جانبية، ولكن أرى أهم شيء أن تذهب إلى طبيب نفسي مختص؛ لتقييم حالتك تقييما شاملا، وتثبيت التشخيص، ولكن بصورة عامة السوركويل مفيد، ومائة مليجرام ليست جرعة كبيرة، يمكن أن تزيد إلى مائتي أو حتى ثلاثمائة مليجرام، أما الوزن فيجب عليك أن تتبع نظاما غذائيا معينا لعدم زيادة الوزن، مع الرياضة، وأهمها رياضة المشي يوميا.
أحيانا العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy) ويختصر في (CBT) مهم جدا مع العلاج الدوائي؛ للتخلص من بعض الأعراض المتبقية أو التي لا تزول بالأدوية، مثل ما ذكرت مثل العصبية والقلق، قد تفيدك جلسات علاج سلوكي معرفي، وعليه لا تحتاج لأخذ جرعات كبيرة تزيد وزنك وتؤثر على قدرتك الجنسية كما ذكرت، ولكن كل هذا لن يتأتى إلا بمراجعة طبيب نفسي، ومراعاة التشخيص، وإعطاء الدواء المناسب، أو اختيار معالج نفسي؛ ليساعدك بالعلاج السلوكي المعرفي.
وفقك الله، وسدد خطاك.