السؤال
السلام عليكم
بعد وفاة والدتي مباشرة بدأت أشعر بضربات في قلبي سريعة جدا، وخوف رهيب، ودوخة، وعدم القدرة على الحركة، وتنميل في الجسد، وإحساس بالاحتضار، وأن روحي ستنسحب، وسأموت الآن، والخوف الشديد عند الخروج من المنزل؛ خوفا أن تأتيني هذه الحالة.
فبدأت رحلة العلاج، وذهبت إلى أطباء الباطنية والقلب، وبعد مسيرة أكثر من شهرين من التحاليل ذهبت إلى طبيب نفسي وقال: إنني أعاني من نوبات هلع، ووصف لي دواء (دوجماتيل فورت 200) نصف قرص صباحا ونصف قرص مساء، مع (سيروكسات12.5) قرصا واحدا في المساء، وتحسنت حالتي جدا -والحمد لله-، وبعد مرور 4 أشهر بدأ الدكتور في تخفيض جرعة (الدوجماتيل) فقط تدريجيا، ولكن حدثت لي انتكاسه، ورجعت الأعراض مرة أخرى فاضطر الطبيب إلى زيادة (الدوجماتيل) مرة أخرى.
وأنا ملتزمة بالعلاج والجرعات لمدة سنتين، وتحسنت حالتي فبدأ الطبيب مرة أخرى في تقليل (الدوجماتيل) تدريجيا، وبالفعل عندما أصبحت جرعت (الدوجماتيل) ربع قرص يوميا عادت إلي الأعراض من جديد، فرجع الطبيب للمرة الثالثة لزيادة الجرعة، ومن كثرة حيرتي في أمر استغنائي عن الأدوية وخصوصا أني أتممت عامي الخامس بالالتزام التام بالأدوية قررت أن أذهب إلى طبيب آخر واستشرته في أمري، فكتب لي دواء (اميبريد 50) قرصا في المساء، وايفكسور 75 كبسولة في الصباح، وسيروكسات 12.5 قرصا في المساء، وقال لي: لا بد من الجلسات مع العلاج الدوائي، أنا الآن في حيرة هل أكمل مع الطبيب الثاني أم أستمر مع الطبيب الأول؟ ومتى سيتم التوقف عن الدواء من غير حدوث انتكاسات؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بما أن الحالة حصلت لك بعد وفاة الوالدة – رحمها الله تعالى - مباشرة، وواضح من وصفك أنها نوبات هلع، وخاصة إذا كانت تستمر لدقائق أو نصف ساعة أو حتى ساعة أو ساعتين وبعدها تصير طبيعيا، فهذه نوبات هلع، وطبعا عند تكرارها يصبح اضطرابا للهلع، والآن خوفك من الخروج يعتبر خوفا من رهاب الساحة، فيصبح التشخيص (اضطراب الهلع مع رهاب الساحة).
أنا أتفق مع الطبيب بأنه قد تحتاج إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي، العلاج الدوائي ليس كافيا، لأن عندك رهاب، والرهاب عادة يستجيب للجلسات النفسية، وأيضا لأن هذه الحالة حدثت بعد وفاة الوالدة – رحمها الله تعالى – فهناك ظرف ما قبل حدوث الأعراض، وهذا أيضا يساعد فيه العلاج النفسي بدرجة كبيرة.
الـ (دوجماتيل Dogmatil) عادة فعال في الأعراض النفسية الجسدية، وليس لي تفسيرا لماذا تعود الأعراض بعد تخفيض الدوجماتيل، عادة أميل إلى استعمال دواء واحد، لا أحب استعمال أكثر من دواء إلا في حالات محددة، ولكن طبعا لكل طبيب طريقته في العلاج، ولا ضير إذا استعمل أو وصف بعض زملائنا أكثر من دواء، الخيار متروك لك، إما أن تستمر مع طبيبك الأخير مع أخذ الجلسات النفسية، أو الرجوع إلى طبيبك الأول مع أخذ الجلسات النفسية أيضا.
أنا أعتقد أن الشيء المهم هو أن تبدأ جلسات نفسية مع العلاج الدوائي، وبعد ذلك أي من الطبيبين ترتاح معه يجب عليك مراجعته، ولكن بصورة عامة: الطب النفسي يحتاج إلى المتابعة الدقيقة، كلما تابعت طبيبا واحدا لفترة طويلة من الوقت فهو يكون قد وصل إلى درجة من الفهم المعقولة بك ودرجة معقولة من التفاهم ومعرفة مشاكلك، وهذا قد يسهل اختيارك، فالطبيب الذي ترتاح إليه وفهم مشكلتك هو أقدر في مساعدتك من طبيب جديد ولم تجلس معه إلا جلسة أو جلستين.
وفقك الله وسدد خطاك.