سمنة مفرطة مع سوء العلاقات المنزلية.. ساعدوني

0 461

السؤال

أعاني من السمنة منذ الصغر، وترعرع في نفسي الخجل من لقاء الناس، ولكن عند اللقاء والاجتماع بالناس أكون فتاة متحدثة واجتماعية، ولكن في الفترة الأخيرة من حياتي -أي قبل 4 سنوات- بدأت علاقتي تسوء مع أمي -مع العلم أني آخر العنقود، وكنت طفلتها المدللة- وذلك بعد تخرجي من معهد تعليم الكمبيوتر، وأصبحت أنتظر الوظيفة! حيث أصبحت تراقب كل حركاتي لتنتقدها، وتشير دائما إلى سمنتي، ومن هنا بدأت حالتي النفسية تسوء أكثر فأكثر! فكنت أبكي ليليا، وأتمنى الموت!

لكن المشكلة لم تقف هنا، بل تطورت، فقد أصبحت أكره نفسي كثيرا، كما أحزن عليها! الآن في داخلي اثنان: كرهي لنفسي، واحتقاري لنفسي، حيث لا أستطيع أن أنظر إلى المرآة؛ لأني سأحتقر نفسي بكلام أردده بصوت عال ومسموع، وليس في داخلي، ثم أرجع وألتفت حولي: هل سمعني أحد من أهلي؟! أنا لا أتعمد سب نفسي، فهو تلقائي، حيث تتغير ملامحي في المرآة إلى الشخص المحتقر، ويبدأ السباب!

آسفة على الإطالة، ولكن أرجو أن تجدوا لي حلا، فالمشكلة ليست في وزني، ولكن كل تصرفاتي، حيث ينتقدون كل ما أعمله، مع أن علاقتي في العمل جيدة، وكذلك محبوبة من الناس، ولكن مشكلتي المنزل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع.ن.و حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ربما تكون هنالك بعض الصعوبات والمشاكل في المنزل، والتي تختص بطريقة التواصل بينك وبين والدتك، وهنا أنبه إلى أمر مهم، وهو أن لا نضع الملامة على طرف واحد مهما كانت الصعوبات والمشاكل التي تبدر من ذاك الطرف، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالوالدين وبالأخص الأم؛ لأن لديها حقوقا شرعية معروفة، ومن الثابت قطعا أن بر الوالدين يمهد الطريق للاستقرار النفسي، والتوازن الوجداني، وهذا الشيء أود أن أحتم عليه، وأرجو أن تأخذيه بالصورة الإيجابية .

من الأسس المهمة للتوافق الاجتماعي هو أن أحاول أعزز وأدعم أي نقاط اتفاق أرى أنها تربطني بالآخرين، وفي ذات الوقت يجب أن أحاول أن أجد العذر للآخرين فيما اختلفنا فيه، وهذا مع جميع الناس، ناهيك عن أن يكون هذا الشخص هو الأم، ونحن لا نريد أن نتحامل عليك أبدا، ولا نريدك أن تكوني مستسلمة لكل ما تقوم به أمك، ولكن لابد أن تدعمي هذه العلاقة، ولابد أن تكون من جانبك المشاركة الإيجابية الأكثر.

أرجو أيضا أن تحاولي توجيه طاقاتك إلى نشاطات أخرى، خارج وداخل المنزل.

من أساليب التفاهم المجدية، هو أن تتخيري الوقت المناسب، والمكان المناسب، لتناقشي فيه أي أمور غير مرضية بالنسبة لك إن كانت مع والدتك، أو مع أشخاص آخرين .

بالنسبة لزيادة الوزن أو السمنة التي تعانين منها، لا شك أنها مرتبطة بالاكتئاب النفسي عند حوالي 40% من البنات، وهي ليست عيبا، ولكن لابد من التخلص منها، ما دام هنالك طرق ليست صعبة كما يعتقد البعض، ومن أهمها كما تعلمين التنظيم الغذائي، وممارسة الرياضة، ولا بد أن تكون هنالك الإرادة والإصرار إلى الوصول إلى الوزن الطبي بالنسبة لك، وليس من الضروري أن يكون ذلك بين يوم وليلة، ولكن لا بد أن تضعي وتحددي وقتا زمنيا للوصول فيه إلى هذه الغاية.

هنالك دواء سوف يفيدك أيضا؛ لأنني تلمست من سطور رسالتك أنك تعانين من عسر المزاج، وعدم قبول الذات، وهذه درجة من درجات الاكتئاب، وإن كانت ليست بالشديدة والحمد لله .

الدواء يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تبدئي بجرعة 20 مليجرام في اليوم، أي كبسولة واحدة، لمدة شهر، ثم ترفع هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة، لمدة شهرين آخرين، وبعدها يمكن التوقف عن العلاج.

نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات