السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة بعمر 23 سنة، أعاني من عدم انتظام الدورة لمدة أربع سنوات تقريبا، تستمر الدورة من 9 إلى 15 يوما، وغالبا تأتي مرتين في الشهر، وفي هذا الشهر استمرت لمدة شهر أو أكثر، فقمت بزيارة الطبيبة لأول مرة، فذكرت لي أن لدي تكيسا على المبايض.
الشهر الماضي لم أصل لأن الدورة لم تنقطع عني، وفي هذا الشهر لم أصل أيضا لأن صفة الدم أقرب للحيض، فهل تجب علي الصلاة، وهل علي قضاء الصلوات السابقة؟ وكيف أستطيع معرفة الدم الفاسد الذي يكون حيضا يمنع الصلاة، أو استحاضة توجب الصلاة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
متوسط الدورة الشهرية المنتظمة من 3 إلى 7 أيام، وما زاد عن ذلك يعتبر عدم انتظام في الدورة، وتسمى تلك الحالة غزارة الدورة، وبالتالي يقل هرمون بروجيستيرون بسبب ضعف التبويض، ويصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، ولا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وتأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، وتنزل مرتين في الشهر كما يحدث معك.
من أهم أساب تلك المشكلة الوزن الزائد والسمنة، ونشاط الغدة الدرقية أو كسلها، وارتفاع هرمون الحليب، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH- FreeT4، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.
لإعادة تنظيم الدورة، ووقف التكيس المحتمل، وعلاج الأكياس الوظيفية، يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور، قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا العلاج ليس الغرض منه منع الحمل، بل وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.
مع ضرورة العمل على إنقاص الوزن في حال زيادته، وإنقاص الوزن يمثل العنصر الأساسي في العلاج، من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس، مع ضرورة تناول حبوب Ferose F قرصا واحدا يوميا، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لتقوية العظام ومنع مرض الهشاشة، مع الغذاء الجيد المتوازن.
يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وتناول مشروب أعشاب البردقوش والمرمية والقرفة، حيث أن لها بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في ضبط الدورة، ولا تعتبر علاجا يمكن الاعتماد عليه، كذلك قد يفيدك تناول حليب الصويا، وفي نهاية تلك المدة يمكنك إجراء التحاليل التالية وهي: DHEA - FSH - LH - PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثانى أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
ـــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة: منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة الشيخ: أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــ
مرحبا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
الحيض أكثره خمسة عشر يوما، فإذا زاد الدم عن هذا العدد فإن المرأة مستحاضة، والمستحاضة عليها أن ترجع إلى عادتها -إذا كانت لها عادة-، فتعتبر أيام عادتها هي الحيض، فإذا انتهت أيام العادة اغتسلت غسلها من الحيض، ووجب عليها أن تصلي وهي مستحاضة، فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت -أي بعد أن يؤذن المؤذنون-، وتتحفظ بما يمنع خروج الدم، وتتوضأ وتصلي بذلك الوضوء ما شاءت من الصلوات، فإذا انتهى وقت تلك الفريضة فقد بطل وضوؤها، فإذا جاءت الفريضة الثانية لزمها أن تتوضأ مرة أخرى، وهكذا.
بهذا تعلمين أن ما فعلتيه في السابق كان خطأ إذا كان هذا الدم قد تجاوز خمسة عشر يوما، وإذا لم تكن للمستحاضة عادة ترجع إليها فإنها تعمل بالتمييز الصالح، ونعني بالتمييز الصالح أن ترى إذا كان الدم يأتي على صفتين، فتجعل الدم المتصف بصفات الحيض هو الحيض، يعني إذا تميز بلونه، كأن كان الدم الذي ينزل منها أسود وأحمر، فالأسود هو الحيض، إذا كان صالحا لأن يجعل حيضا، وذلك بأن لا ينقص عن يوم وليلة -أي عن أربعة وعشرين ساعة-، ولا يزيد عن خمسة عشر يوما.
إذا كان الأسود متصفا بهذا الوقت فهو حيض، والأحمر استحاضة، أو كان يتميز بالرائحة، فرائحة دم الحيض يتميز عن غيره من الدماء، أو بالكثافة، فإذا ميزت تمييزا صالحا وجب عليها أن تعمل بالتمييز، فإذا لم تميز بأن كان الدم يأتيها على وصف واحد، ففي هذه الحالة تتحيض ستة أيام أو سبعة أيام بالتحري بحسب قريباتها، ولكن الذي فهمناه من كلامك أن لك عادة سابقا، والواجب عليك في هذه الحالة أن تعملي بالعادة.
نرجو -إن شاء الله تعالى- أن يكون بهذا قد بان لك الحكم، فإذا انقطع الدم وعاد قبل مضي خمسة عشر يوما، يعني انقطع الدم ولم يتجاوز خمسة عشر يوما، كما هو في أول سؤالك، بأن كان الدم يأتيك من تسعة أيام إلى خمسة عشر يوما ثم ينقطع، فإذا كان من تسعة إلى خمسة عشر يوما، فهذا كله لا يزال حيضا، لكن إذا عاد بعد هذا الانقطاع، تنظرين إلى المدة التي انقطعها، فإذا كانت مدة الانقطاع بلغت خمسة عشرة يوما ثم عاد الدم من جديد فهذا الدم العائد من جديد هو دم حيض جديد، وهكذا.
أما إذا كانت المدة الفاصلة بينهما أقل من خمسة عشر يوما، فهذا الدم الحائض ليس حيضا جديدا، وعليك في هذه الحالة أن تحسبي مدة الدم الأول والدم الثاني، ومدة الانقطاع بينهما، وتجمعي ذلك كله، فإن زاد المجموع عن خمسة عشر يوما فأنت مستحاضة ترجعين إلى القاعدة التي بيناها لك فيما تفعله المرأة المستحاضة.
نسأل الله تعالى لك التيسير.