هل حبي وإعجابي بأستاذي خاطئ؟

0 293

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة مراهقة عمري يتراوح ما بين 15-16 سنة، السنة الماضية أحببت أستاذي من كل قلبي وتعذبت في حبي له، وهو يعلم بذلك، لكنه تزوج غيري، جميع من حولي يشهد ذلك الحب، وما حدث لي بسببه من حالة الإغماء وقلة الأكل، تلك الصدمة جعلتني قوية، وقررت تركه لله حتى لا أكون سببا في دمار أسرته.

وفي هذه السنة قام بتدريسي صديق الأستاذ الذي كنت أحبه، وكان هذا الأستاذ يعلم بحبي القديم لصديقه، ولكن ما يزعجني هو جلوسهم مع بعض في فترة الاستراحة المدرسية، ونظراتهم لي كانت تقتلني، وضحكاتهم كانت تنم على أنهم يغتابونني.

أعلم يا شيخ أنه أمر غير منطقي، وغير جائز، ولا أريده، حتى وإن رأيته أو تذكرته، فإنني أبكي دون النظر إليه، ثم جاء أستاذ أخر لا أعرفه، وعندما رآني لأول مرة تفاجأ كثيرا، وبقي ينظر لي لفترة طويلة، ولكن إذا تواجهنا في مكان آخر لا ينظر لي كثيرا، لا أريد أن أقول: إنني أحبه وهو كذلك -والله أعلم-، أم هذه مجرد وساوس؟!

في العام الماضي كنت أعاني من حب أستاذي كثيرا، فصليت الاستخارة لأنني لا أرغب بحب أي شخص بالحرام، فرأيت في منامي بعد صلاة الفجر وكأن الله -عز وجل- يكلمني ويقول لي: أن هذا الأستاذ خير لي، وهناك أفضل منه، فقررت تركه رغم صعوبة ذلك الأمر، وأظن الآن بأن الأستاذ الجديد أفضل كما شعرت في صلاة الاستخارة.

الأستاذ الذي أحببته، والأستاذ الذي أعجبت به يعملان في المدرسة ذاتها، ومعلمي صديق الأستاذ الذي أحببته يعمل في القسم الذي أدرس فيه، وصفي يوجد في القسم الإعدادي وليس الثانوي، أي في قسم المعلمين اللذين أعجبت بهما، أخشى أن يؤثر حبي السابق على إعجابي بالأستاذ الحالي، وأشعر بالضياع حين أفكر بالموضوع، وأشعر أن صلاة الاستخارة حلت جزءا من الموضوع وعقدت آخر، فهل حبي هذا خاطئ؟ فأرجو نصحكم وتوجيهكم، إن كان هذا الحب خاطئا فادع لي يا شيخ بأن يرزقني الله خيرا منه، وإن لم يكن خاطئا فادع الله أن يجمعني به.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يملأ قلبك بحب الله، وأن يعينك على التمسك بشرعه، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

لا يخفى على أمثالك أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد بالزواج، ويترسخ بالتعاون على الطاعات، فلا تنساقي وراء عواطفك، فإنها عواصف، واحتكمي للشرع في حبك وبغضك، وانطلقي من حبك لله ثم أحبي ما يحبه ويرضاه، والحب الناجح هو ما كان مشتركا، ونظر الرجل للمرأة قد يكون مجرد إعجاب، لكن الأنثى تصدق ذلك، وتصدق في ميلها وتعطي الأمور أكبر من حجمها، وننصحك بالابتعاد عن جميع الرجال، وخاصة الذين وجدت في قلبك ميلا إليهم، ولا تقبلي على أي رجل إلا إذا بادر وطرق الباب، وقابل أهلك الأحباب وأرادك على السنة والكتاب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بغض البصر؛ فإنه سبب للارتياح، وطاعة للفتاح، وسوف يجلب الله لك الرجل المناسب في الوقت الذي قدره سبحانه، فلا تقدمي التنازلات، وأعلني رضاك بما يقدره رب الأرض والسموات، واعلمي أن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة، وأن الرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، وتلوذ بإيمانها وحيائها، والرجل يهرب من المرأة التي تجري خلفه، وإن تزوج بها جبرا لخاطرها فلن يكرمها، وأنت في مقام بناتنا، ولا نريد لك إلا الخير، فانتبهي لدراستك، وقابلي بالإهمال كل من يحاول أن يسخر منك، ولن يضيع حقك عند الله، وابتعدي عن أماكن الرجال عموما، وخاصة المذكورين في الاستشارة، ونسأل الله أن يرزقك الحسنى والزيادة، وأن يضع في طريقك رجلا صالحا يسعدك وتسعدينه، وتتعاونين معه على طاعة الله، وما يرضيه سبحانه.

وفقك الله، وسدد خطاك، وحفظك وتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات