السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على خدماتكم الجليلة وجهودكم الجبارة في مساعدة المحتاجين.
مشكلتي هي مع القلق، وانفصام الشخصية، والضعف العام والتوتر والخوف من المجهول، بس السائد بين كل هذا هو أنني أقلق كثيرا لأتفه الأسباب، مرات تنتابني حالات شكوك حتى في أقرب الناس لي - والعياذ بالله-.
نظرا للقلق فأنا منتظم جدا في عملي، أنجزه في أسرع ما يمكن، ودائما ما يشيد المسؤولون بجهودي، لا أرتاح إلا عندما أنتهي من عملي، حتى أنني عندما أؤجل عملي، وأرجع للمنزل أستمر في التفكير بعملي، لدي بنتان وابن، وزوجتي تطيعيني حتى النخاع، وهي طيبة، وتخاف الله وأحبها وتحبني، أحب أسرتي كثيرا، لكن عندما أرجع من عملي لا تكون لي نفس أن أتحدث مع أسرتي.
زوجتي تنبهني على تعلق أبنائي بي، وتقول أن هذا سيضرهم، عندها أنتبه وأبدأ في الحديث معهم، دائما مشتت التفكير، ولا أركز، طيب القلب، وأحب العمل لحديث: ( إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه )، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، لم آكل لا أنا، ولا أسرتي، ولا والدي لقمة حرام، أو حتى مشبوهة، أحب أكل الحلال.
في صباي أكثرت من العادة السرية - للأسف- ربما بسبب استعجالي في كل أمر، لا أعرف، ذاكرتي ضعيفة، وعمري لا زال 35 عاما، ضغط الدم يكون جيدا في بعض الأحيان، ويرتفع بشكل خفيف، أنا رياضي، لكن مرات يأتيني الأرق بشدة، ويحرمني من النوم، سؤالي هو: ما العلاج؟
والثاني: أتناول حبوب Paraxyl 20 mg بين الحين والآخر لمدة أسبوعين، ثم أتركه، هكذا منذ سنتين، وهو يخفف لدي القلق، هل هذا الدواء له آثار جانبية على المدى الطويل أو عندما أكبر في السن؟ وهل إذا استمر عليه الشخص طوال حياته قد يسبب آثارا جانبية أخرى؟
مع الشكر الجزيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إدريس محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنك شخص جاد وصارم وتحب الإتقان في العمل، ومدمن على العمل، ولا تستطيع الاسترخاء، وهذا ما يسبب لك المشاكل في البيت، ليس العمل كل شيء، نعم العمل مهم، وقيمة الرجل في العمل، وإتقان العمل مهم، والكسب الحلال مهم، ولكن لا بد من الاسترخاء، لا بد من الراحة، لا بد من إعطاء وقت للمنزل وللزوجة وللأبناء، لا يمكن أن يكون كل وقتك للعمل، للعمل وقته وللبيت وقته، (إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه).
تعلم كيف تسترخي، أعط شيئا من الوقت لأهلك وأولادك، كن معهم في المنزل، لا تنشغل بالعمل وتحضر عملك إلى البيت، وإن كان لا بد فليكن لساعة أو لساعتين، والباقي من الوقت يكون للبيت وأهله.
صاحب الشخصية الجادة يكون بارعا جدا ومجيدا جدا في عمله، لكن أحيانا يشقى معه الناس في المنزل؛ لأنه بذلك مكرس وقته كله للعمل، لكن -إن شاء الله تعالى- مثل هذه الشخصية ممكن أن تتخلص من بعض هذا النمط ومن هذا الروتين بإعطاء مزيد من الوقت لأهله، حاول أن تلاعب أطفالك، حاول أن تخرج بهم للتنزه في حدائق عامة والسفر إلى محافظة أو بلدة أخرى، في رحلات، إلى ساحل بحر (كورنيش)، إلى ترفيه، وأمور مباحة طيبة.
أما عن الـ (براكسيل Paraxyl) هو طبعا مضاد للقلق والتوتر، ويجب أن يستعمل لفترة محددة حتى تزول هذه الأعراض، أرى أن تستعمل هذا الدواء بانتظام وليست لمدة أسبوعين؛ لأن أسبوعين عادة هي بداية مفعول الدواء، يجب أن تستمر في تناوله على الأقل لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، حتى يحصل لك الاسترخاء اللازم، وبذلك يزول عنك التوتر داخل المنزل، والتوتر الشديد والحرص الشديد على العمل، يجب أن تؤدي العمل كما هو، ولكن دون توتر ودون شد، فالبراكسيل لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، عشرين مليجراما يوميا سوف يساعدك على هذا.
لكن كلما حاول الإنسان أن يعيش دون تناول أدوية إلى الأبد يكون ذلك هو الأفضل.
الآثار الجانبية للبراكسيل إذا استعمل لفترة طويلة وحاول الإنسان التوقف عنه بالتدريج يكون الأثر الجانبي أثرا بسيطا، فيجب أن تتوقف عنه بالتدريج، أي إذا استمريت في تناوله لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر وأردت أن تتوقف عنه، فيجب أن تسحب ربع حبة كل أسبوع، أي تتوقف عنه بالتدريج بهذه الجرعة لمدة شهر، وليس من المصلحة الاستمرار في تناوله طوال الحياة وبقية العمر.
العلاج النفسي والذي يكون - كما ذكرنا - بالاسترخاء، وتغيير العادات والنمط والروتين الذي تعود الإنسان عليه، مع تناول الدواء (برالكسيل) لفترة مؤقتة يكون كافيا لحل مشاكلك.
وفقك الله وسدد خطاك.