أجد نفسي متوسط القدرات وضعيف الصفات، وأريد تطوير نفسي

0 181

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي باختصار هي مشكلة نفسية، حيث أنني أجد نفسي متوسط القدرات وضعيف الصفات، وبطيء في تطوير نفسي من كل النواحي، فمثلا: أنا متوسط المستوى في التحدث باللغة الإنجليزية، وفي القوة البدنية، وفي التركيز، وفي القدرة على حل المشاكل، وفي تحمل المسؤولية، وفي الحالة الاجتماعية، ومتوسط في الإيمان.

أنا جامعي وعاطل عن العمل، ومقبل على العمل بإحدى الشركات الكبرى، وكذلك مقبل على الزواج، فأريد منهجية للتطوير بشكل أسرع وأفضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Adel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذه الأسئلة الثمانية، نعم هناك ثمانية أسئلة في هذا السؤال!

فأنت تسأل عن تنمية القدرات والصفات، وتعلم الإنجليزية، وتحمل المسؤولية، والتعامل الاجتماعي، والقدرة على حل المشاكل، والإيمان، والدراسة الجامعية، والعمل، والإقبال على الزواج.

من الواضح أنك شاب طموح، وتتطلع للمعالي، وربما ننسى نحن أن من أهم الحواجز التي تحد انطلاقنا وتحقيق آمالنا، هي نفسنا التي بين جنبينا! وكما ذكرت في رسالتك أن مشكلتك مشكلة نفسية، وهي في الحقيقة نفسية.

ربما نقطة التحول هي أن تمتلك موقفا إيجابيا من نفسك، وتبدأ بمحبة هذه النفس التي تمتلكها، فهي رأس مالك، من بعد التوكل على الله.

إن ما أنت عليه مما وصفته بضعف الشخصية والقدرات المختلفة، ليس مرضا أو عيبا، وإنما هي ما صنعتك عليه التجارب والخبرات السابقة، فلا شك أن طريقة تربيتك تلعب دورا كبيرا في هذا، وربما بعض تجارب المدرسة في الطفولة، كلها جعلت منك ما أنت عليه الآن، ولو أن غيرك مر بنفس الظروف فالغالب أنه سيكون مثلك تماما.

أريدك أن تمسك ورقة وقلما، وتكتب الإيجابيات الكثيرة التي عندك، سواء في شخصيتك، أو تاريخ حياتك، أو في إنجازاتك، فأنت لم تصل إلى الجامعية إلا بسبب صفات كثيرة إيجابية عندك، بعد توفيق الله تعالى.

عليك التوقف عن مجرد رؤية نصف الكأس الفارغ، وتبدأ برؤية النصف الآخر الممتلئ. حدد عملا يمكنك القيام به غدا صباحا، مهما كان هذا العمل صغيرا، كأن يكون زيارة الجامعة أو معهد لتعليم اللغة الإنكليزية لتطلع على ما يمكن أن توفره لك هذه الجامعة أو المعهد من فرص للتدريب.

وبالتالي؛ ولبعض الوقت، ركز فقط على عمل أو أعمال إيجابية يمكنك القيام بها، وهكذا ستجد ارتفاعا كبيرا في ثقتك بنفسك، وهذه الثقة ستدفعك للأمام لتحمل المسؤولية والنشاط الاجتماعي، وهكذا تنتقل من نجاح لآخر، فالنجاح يحقق نجاحا آخر، وهكذا، كما أن الفشل يؤدي لفشل آخر.

لن أقول أكثر من هذا الآن، إلا أني أطمئنك بأن الكثيرين كانوا في نفس المرحلة التي أنت عليها الآن، وكما استطاعوا الانتقال للأمام، فليس هناك من سبب يجعلك لا تستطيع فعل ما فعلوا.

وأدعو الله تعالى لك بالتوفيق والتقدم والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات