السؤال
السلام عليكم
لدي مشكلة تؤرقني، فأنا أعاني من وجود البلغم في جهة واحدة من البلعوم، الجهة اليسرى، وهذه المشكلة منذ سنة تقريبا أو أكثر، ولا أستطيع الراحة أو التخلص منه، وأحيانا أشعر بجفاف في هذه الجهة، ذهبت إلى الطبيب، وعمل لي اختبارا في هذه المنطقة وقال: لا توجد بكتيريا أو أي شيء، ووجود البلغم طبيعي، وقال: شيء واحد يسبب هذه المشكلة وهي استطالة في العظمة التي تقع في هذه المنطقة، وعرض علي عمل scan ولكن لم أعمله إلى الآن، ولا أعرف ماذا أفعل؟ لأنني غير مقتنعة وخائفة، وأعتقد أن السبب من الأنف، ما الحل؟
جزاكم الله خير، وجعله الله في ميزان أعمالكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالطبع لا بد من الفحص السريري الجيد، والذي يتضمن التنظير التلفزيوني في العيادة للأنف بكافة أرجائه وللبلعوم، بدأ من البلعوم الأنفي (العلوي) خلف الفتحات الخلفية للأنف, ثم البلعوم الفموي، وأخيرا البلعوم الحنجري (السفلي) الذي يحيط بالحنجرة.
أرجح أيضا أن يكون سبب البلغم في طرف واحد هو من الأنف، وعلى هذا فالتنظير هو خير ما يمكن أن يكشف لنا السبب، وقد يلزم التصوير الطبقي المحوري في حال الشك بوجود التهاب في الجيوب الأنفية لرؤية محتوى هذه الجيوب والطبقة المخاطية المبطنة لها، وخصوصا الجيوب الأنفية الخلفية (الغربالية الخلفية والوتدية ).
السبب قد يكون الحساسية الأنفية، وخاصة وجود بوليبات أنفية وهي: كيسات ليفية مملوءة بالمخاط وتفرز المخاط أيضا، وقد تكون هي السبب فيما تحسين به من أعراض، هناك حالات التحسس البلعومي أيضا تعطي هذا الشعور بالبلغم، وتشاهد بشكل واضح بالفحص المباشر، وبالتنظير التلفزيوني في حال الرغبة في الكشف على البلعوم الأنفي أو الحنجري.
بالنسبة للعظمة التي ذكرتيها فإن كان قصدك حاجز الأنف (الوترة) فإن انحراف حاجز الأنف يسبب انسدادا في الأنف وليس البلغم في الأنف أو البلعوم, ومع هذا فالفحص المباشر يوضح وجود هذا الانحراف، ولا حاجة للتصوير الطبقي لبيانه إلا في الحالات الشديدة والتي تسبب انسدادا في التنفس، والتي قد تحتاج الجراحة فنجري التصوير الطبقي لتوضيح عمق هذا الانحراف والذي لا نقدر على مشاهدته بالفحص المباشر.
العلاج بحسب السبب يبدأ من الوقاية من عوامل التحسس من عطور، وبخور، وغبار وتغيرات في درجة الحرارة، والرطوبة المحيطة, وقد يحتاج العلاج بمضادات التحسس الفموية مثل (كلاريتين, فيكسوفينادين), بالإضافة لبخاخات الأنف الكورتيزونية الموضعية ( فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت)، وفي بعض الأحيان قد يلزم الجراحة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن واستئصال البوليبات الأنفية
مع أطيب الرجاء بدوام الصحة والعافية.