السؤال
السلام عليكم.
أنا صاحب الاستشارة (2302895)، بارك الله في عمرك دكتور محمد عبد العليم على إجابتك الوافية، وجزاك خيرا كثيرا.
منذ أسبوعين وأنا مستمر على نصف حبة من الزولفت، والبارحة بدأت بجرعة 50 mg، وأنا أقوم بالعلاج السلوكي، حيث أخرج أكثر من مرة في اليوم وأذهب للأعراس وللأماكن المزدحمة كالفرن والسوق. وأنت ذكرت بأنه قد يدفع المراهقين للانتحار، فأنا بعد أخذي للزولفت زالت الأفكار الانتحارية عني، كما أن الرهاب خف ولله الحمد، ولكن المشكلة أني ما زلت أعاني من مسألة تضخيم الأمور التافهة، حيث إذا مزح أحد أصدقائي معي أنزعج بسرعة، وأظل أفكر بالأمر، وأكتئب طيلة اليوم، ولا أستمتع بأي شيء، وأقول في نفسي بأني لست رجلا، وإذا تقاتلت مع أحد ما يأتيني خوف بلا سبب، وأيضا لا أزال أفكر بطريقة غير منطقية، وغير قادر على المواجهة، وقد بدأت بنصف حبة لأسبوعين ثم حبة لشهرين ثم نصف حبة لأسبوعين ثم نصف حبة يوما بعد يوم لأسبوعين فهل جرعتي صحيحة؟ حتى لا يعود لي الرهاب والأعراض بعد الانتهاء من الدواء، أرجو أن تجيبني يا أستاذي الكريم.
في الاستشارة السابقة ذكرت بأن لدي ألم أسفل الصدر في أول يوم لي مع الدواء، ولكنه زال والحمد لله، ولكن البارحة وعند أخذي لجرعة 50 ملغ عاد الألم مثل التقلص في عضلات الصدر من الأسفل، ومكتوب بالتأثيرات الجانبية ألم الصدر، فهل الزولفت هو السبب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت بدأت البداية الصحيحة، فأنت تتناول الدواء بالتزام، وفي ذات الوقت تطبق ما هو مطلوب، وهو أن تقوم بما هو ضد المخاوف وما هو ضد المشاعر السلبية، وبهذا -إن شاء الله تعالى- سوف توطد وتقوي التعافي لديك. اجعل عزيمتك وإصرارك على التحسن قويا، وأنت -إن شاء الله تعالى- لديك المقدرة على ذلك.
استمر على الدواء بنفس الجرعة وبنفس الكيفية التي ذكرتها، وألم الصدر أراه أمرا عارضا، وقد يكون له علاقة بالدواء، وقد يكون ليس له علاقة أبدا، وإن كان له علاقة فهذا أمر مؤقت تماما، وكل الأدوية لديها بعض الآثار السلبية في بعض الأحيان، وتجاهلها هو وسيلة من وسائل العلاج.
أنا حقيقة قناعتي في موضوع الأفكار الانتحارية وتناول الأدوية التي تنتمي إلى مجموعة الـ (SSRIS) واضحة جدا، وأن هذه الأدوية سليمة، ودفع المراهقين أو أن بعضهم تحدث له الأفكار الانتحارية حين يتناول هذه الأدوية، هذه المجموعة من المراهقين اتضح أنهم في الأصل يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع الشديد، وهذا قطعا لا ينطبق عليك أبدا، أرجو أن تطمئن.
وبالنسبة لتعظيم الأمور البسيطة فأرجو أن تتذكر الأمور العظيمة، وهي كثيرة جدا في الحياة، تذكر الأمور العظيمة في الحياة يزيح الفكر المتعلق بتعظيم الأمور الصغيرة، وإن شاء الله تعالى أنت دائما تهتم بالأمور الجادة والأمور الكبيرة، وتكون الشخص المناسب دائما في المواقف الصلبة، أو التي تحتاج لأن يكون الإنسان صلبا وجادا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.