تعرضت لضغوط نفسية وعملية، فأصبحت لا أفكر إلا في الأمراض والوساوس.

0 204

السؤال

السلام عليكم.

عمري 29 سنة، ومتزوج، منذ فترة تعرضت لضغوط نفسية وعملية، وأصابني بدايات اكتئاب، منذ تلك الفترة وأنا لا أفكر إلا في الأمراض والوساوس التي تنغص على الإنسان حياته، وأحاول بعون الله أن أتغلب على هذه الحالة.

منذ فترة شهر ونصف شعرت بدقة قلب قوية، أو بشيء يشبه التقلص، كان الأمر يأتيني مرة أو مرتين مساء، فقلت في نفسي إنه من العصبية والتوتر، لم أعر الأمر اهتماما، ولم أعد أشعر به.

منذ أسبوع عاودني نفس الشعور، ولكن بوتيرة أعلى، فالأمر يتكرر أكثر من المرة الأولى، ذهبت إلى طبيب الأسرة، فقال لي إن هنالك ما يسمى بنبضات القلب المفقودة، وهي لا تمثل خطورة في مثل حالتك، قال هذا الكلام بعدما كشف علي بالسماعة، قال إنها تأتي بسبب القلق والتوتر، وهو يعلم ما أمر به من توتر في الفترات السابقة.

أنا لا أدخن، ولا أشرب الشاي ولا القهوة إلا نادرا جدا، وأعاني من مشاكل بالمعدة، وغازات بالمعدة والقولون وتجشؤ، وأتناول علاجا لها، وهنالك تحسن طفيف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك -أخي- على تواصلك مع استشارات الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: الإصابة بشيء من الوسواس أمر عادي في حياة الإنسان، والوسواس إذا كان بدرجة معقولة لا بأس به أبدا، لأنه يعلم الإنسان الدقة والالتزام والانضباط، لكن قطعا إذا خرج عن المعدل الصحي المطلوب هنا تكون عواقبه سلبية.

وفي هذه الحالة يواجه الفكر الوسواسي، وحتى الفكر الاكتئابي يواجه بحسم وعزم شديدين، بأن يحقر الإنسان الوسوسة، ويحقر حتى فكرة الاكتئاب، ويتذكر ما هو طيب وجميل في حياته، ويغرس في نفسه فكرا إيجابيا ومشاعر إيجابية، ويقوم بأفعال إيجابية.

هكذا -يا أخي- يتم التغلب على هذه الظواهر النفسية، وأنت -إن شاء الله تعالى- مدرك لذلك وسوف تطبقه. وحياتك لا شك فيها الكثير مما هو جميل، فإذا تفكر وتدبر وقم بجرد كامل لحياتك، سوف تجد الإيجابيات كثيرة جدا، وهذا -إن شاء الله تعالى- يدفعك دفعا إيجابيا نحو المستقبل.

بالنسبة لمعاناتك من القولون العصبي (Irritable Bowel) وغازات المعدة والتجشؤ: أعتقد أن هذا كله مرتبط بالقلق النفسي، القلق يؤدي إلى هذه الأعراض النفسوجسدية (سيكوسوماتية Psychosomatic) وبكثرة، معاناتك من العصبية والتوتر هي دليل أيضا على وجود القلق.

أما بالنسبة لموضوع نبضات القلب المفقودة أو ما يسمى بالخوارج الانقباضية للقلب، أمر شائع جدا، نشاهده لدى مرضى القلق الذين يكثرون من تناول الشاي والقهوة، أيضا يحدث مع الإجهاد النفسي والإجهاد البدني، فهو أمر ليس ذا أهمية، ولا أريدك أن تشغل نفسك به.

أخي الكريم: رتب حياتك بصورة أفضل، الجأ إلى النوم الليلي المبكر، ولا تنم أثناء النهار، ومارس الرياضة، والحمد لله تعالى أنت لا تكثر من شرب الشاي والقهوة أو لا تتناولهما إلا نادرا، ولا تدخن، وهذه كلها أمور إيجابية جدا تساعدك -إن شاء الله تعالى- على التعافي.

الرياضة يجب أن تكون جزء أساسيا في حياتك، تجلب لك الكثير من الخير، تؤدي إلى توازن نفسي وتوازن جسدي.

وأعتقد أن الذي تحتاجه هو التفكير الإيجابي -كما ذكرنا- والإصرار على بناء أفكار ومشاعر وأفعال إيجابية، ولا بأس أبدا أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة، أعتقد أن عقار (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) وهو معروف جدا في مصر، سيكون مفيدا جدا بالنسبة لك، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي 50 مليجرام صباحا، ومثلها مساء لمدة شهرين، ثم 50 مليجرام -أي كبسولة واحدة- تتناولها في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات