السؤال
السلام عليكم
أشكركم على الموقع بارك الله فيكم.
أريد الزواج من بنت عمرها 23 سنة، وطولها 148 تقريبا، وطولي 158، هل هناك أضرار في هذا الزواج من ناحية فارق الطول؟ وأيضا هل يعتبر طول البنت مرضا؟ يعني هل علي أن أقلق ربما يكون بها نقص في نمو أعضائها مثلا لا تنجب -لا قدر الله- أو خلافه؟ وما هي نصيحتكم هل أقوم بالكشف عنها؟ ولكني أتحرج من طرح الموضوع على أهلها، فربما يفهمونني بطريقة خاطئة.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/abu abdalah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
نعم -أيها الابن الفاضل- إن طول الفتاة التي تود خطبتها, يعتبر أقل من الحد الأدنى الطبيعي لطول الفتيات, (والذي هو 150 سم ), أي أن لدى هذه الفتاة ما نسميه طبيا بـ( قصر القامة ).
وما أحب أن أوضحه لك هو أن الغالبية العظمى من حالات قصر القامة في البالغين ( رجالا ونساء ) لا يكون بسبب حالة مرضية, بل أن سببه الوراثة, وحالات قليلة جدا, هي التي تكون ناتجة عن مرض, أو عن خلل صبغي.
والوراثة في الطول هي من نوع الوراثة التراكمية, بمعنى أنها لا تأتي من تأثير مورثة واحدة فقط, بل هي محصلة لتأثير عدة مورثات معا, وهذه المورثات لا تأتي عن طريق الأب والأم فقط, بل تتوزع وتأتي من شجرة العائلة, ومن الأجيال السابقة أيضا, لذلك يصعب معرفة نوع المورثات التي ستنتقل للأبناء, وقد يصادف حدوث اختلاف كبير في طول الأبناء لنفس الأبوين, ومن الممكن أن نجد بينهم من هو قصير القامة بشكل ملفت؛ لأنه ورث كل مورثات القصر الموجودة في العائلة, وبنفس الوقت من الممكن أن نجد له أخا طويل القامة بشكل ملفت؛ لأنه ورث كل مورثات الطول في العائلة, وكلا الأخوين سليم من الناحية الطبية وطبيعي تماما.
إذا أكرر لك بأن أغلب حالات قصر القامة في البالغين سببها وراثي وليس مرضيا, وبإمكان قصار القامة الزواج والإنجاب بشكل طبيعي تماما مثل غيرهم.
لكن بالطبع هنالك حالات من قصر القامة في البالغين تكون ناتجة عن أمراض منها: خلل الصبغيات ( متلازمة ترنر في الإناث مثلا ) حالات نقص الامتصاص, ونقص التغذية في الطفولة, وبعض الطفرات في المورثات, نقص هرمون النمو, وغير ذلك.
ولقد لفت انتباهي بأن طولك هو 158 سم فقط, وهذا أيضا يعتبر أقل من الحد الطبيعي للذكور, لذلك يمكن القول بأنك أيضا تعاني من نفس المشكلة, وبالتالي يمكن لك طرح هذا الموضوع ونقاشه مع هذه الفتاة وأهلها بدون حرج, وبأسلوب لبق, ويمكن أن تقترح على الفتاة وأهلها عمل تحاليل ما قبل الزواج لكل منكما للتأكد من عدم وجود مشكلة طبية, وستكون هذه فرصة للطبيب أو الطبيبة للتأكد من عدم وجود سبب مرضي لقصر القامة عندكما.
إذا تبين بأنكما سليمان، والوراثة هي سبب قصر القامة, فإن هذا القصر لن يؤثر على الزواج، ولا على الإنجاب, لكن سيصعب التنبؤ مسبقا بطول الأطفال بشكل دقيق 100٪, وهنالك معادلة يمكن من خلال تطبيقها التنبؤ برقم قريب, والمعادلة هي: ( طول الأب - 13) مضافا إليه طول الأم, ثم تقسيم الحاصل على 2 , وعند تطبيقها عليكما, فإن الطول المتوقع لأبنائكما مستقبلا هو في حدود 147 سم, وهو أيضا أقل من الطبيعي, أي من المتوقع أن تنجبا أطفالا قصار القامة بسبب وراثي.
نصيحتي لك هي بعمل تحاليل ما قبل الزواج لك وللفتاة, فهذه ستكون فرصة لتقييم الحالة من قبل الطبيبة من دون أي إحراج أو مس بمشاعرها, مع الحرص على صلاة الاستخارة, فبهذا تكون قد أخذت بكل الأسباب المتاحة, بعدها توكل على الله عز وجل, وأيقن بأن الخيرة دائما فيما سيختاره لك جل وعلا.
نتمنى لك كل التوفيق.