السؤال
السلام عليكم..
حلمي أكون دكتورة في المستشفى، فكيف أحقق حلمي؟ فأنا خائفة من أن أدخل المسار العلمي، لأن فيه مواد أكرهها مثل: الرياضيات، والفيزياء، ولكن هذا ليس همي، وإنما همي الأكبر هو اللغة الإنجليزية من دون دخول المعهد، لأن الطب يحتاج لغة، وظروفي المادية لا تسمح لي بأن أدخل المعهد، فكيف يمكنني أن أتعلم اللغة؟ كما أنني خائفة من أن لا تحقق الكلية رغبتي بدخول الطب، أو يدخلوني قسم الرياضيات أو الفيزياء.
أنا أخاف من تخصص الطب، ولكنه حلمي، وأود تحقيقه، وعندما أخبرت أهلي استهزؤوا بي، وأنه يستحيل دخولي لهذا التخصص، فكرهت حياتي ونفسي، وكرهت كل شيء، وأود نتحر، كيف أحقق حلمي؟ أم أنه يجب أن أرضى بالواقع وأدخل قسم الشريعة، وأعيش حياتي مجروحة؟
فأنا كلما رأيت طبيبة شعرت بالحزن، ولماذا هي تستطيع أن تدخل وأنا لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لاشك أن من الأمور الصعبة في الحياة أن يتمنى الإنسان شيء، إلا أنه يخاف السير في الطريق الذي سيوصله لتحقيق حلمه، فعليك أن تتخذي قرارا تعتمدين عليه، هل تريدين دراسة الطب أو لا؟ وإذا صممت على دراسة الطب فلابد من خوض البحار والمحيطات والصعوبات والتحديات للوصول لتحقيق هدفك الذي تحلمين به منذ الطفولة.
هل تستطيعين دراسة الطب؟ لا أجد سببا يمكن أن يمنعك من تحقيق هذا، بشرط إذا وجدت الرغبة والتصميم والعزيمة.
حاولي أن تسألي الجامعة القريبة منك، والتي يمكن أن تلتحقي بكلية الطب التي فيها، واسأليهم عن المواد الأساسية المطلوبة لدخول الطب، حيث أن الأمر يختلف من جامعة لأخرى، فمثلا بعض الجامعات تشترط الكيمياء وبعضها لا، وبعضها يشترط الفيزياء وبعضها لا، فحاولي أن تتعرفي على شروط القبول في الجامعة.
فإذا اشترطوا مادة معينة، فهذا يعني أنه لابد من دراستها، وإلا فنحن نطلب المستحيل، فمن يريد الوصول لشاطئ البحر لابد من أن يمر بالطريق الموصل لهذا الشاطئ، إلا أن توجد طائرة هيلوكوبتر، أليس كذلك؟!
وعلى فكرة، فالإنسان عدو ما يجهل، فقد لا يحب مادة معينة لأنه يجهلها، ولكن إذا درسها وتعرف عليه فسيبدأ بحبها وعشقها حتى يصل لمرحلة يشعر معها بأنه لا يستطيع أن يبتعد عن هذه المادة.
وبالنسبة لتعلم اللغة الانكليزية: فهي مطلوبة للطب، كما هي مطلوبة ربما لغيرها من التخصصات، وهي مفيدة على كل الأحوال.
وطرق تعلم اللغة الأجنبية لا تنتهي، فهناك الكثير من البرامج التعليمية عن بعد على النت، وهناك الكتب والتسجيلات، بالإضافة لبعض الدورات الخفيفة وغير الثقيلة، فابحثي عن المناسبة والمتوفرة لك، ولاشك أن معظم الخيارات متاحة لك.
معك حق بالانزعاج من الناس المثبطين، وما أكثرهم، سواء من الأقرباء أو الغرباء، ولكن إذا وجدت عندك الرغبة والعزيمة، فستفاجئين الجميع، والله معك.
وكما يقول العالم ابن القيم:
فحي هلا إن كنت ذا همة فقد حدى بك حادي الشوق فاطوي المراحل
ولا تنتظر بالسير رفقة قاعد ودعه فإن الشوق يكفيك حاملا
وفقك الله وكتب لك النجاح والتفوق، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة.