الرهاب نغّص عليّ حياتي وحرمني من فرص كثيرة

0 244

السؤال

السلام عليكم.

عمري 27 عاما، أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي والخجل لفترة طويلة تعدت الـ 8 سنوات، خلال هذه الفترة عانيت كثيرا، وفرص كثيرة ضاعت مني بسبب الخوف والتهرب والرهبة، والحالة تفاقمت عندي بشكل كبير فأصبحت أخاف من مواجهة الآخرين، أتهرب من الناس وأتحاشى النظر لأعينهم والتعامل معهم بشكل مباشر، وأتوتر من الاجتماعات. أصبحت ملازمة للبيت، لي قرابة السنة من دون عمل اجتماعي، وعلاقاتي بشكل عام ضعيفة، وغير قادرة على خلق حوارات وفتح أحاديث مع الآخرين، أتلعثم في الكلام وأنساه بشكل رهيب، رغم أني عندما أكلم نفسي لا أنساه بهذا الشكل، الرهاب أثر على حياتي بشكل كبير.

عرض علي تقديم برنامج، وعروض أخرى كالغناء والتمثيل، وأرغب بشدة بأن أخوض التجربة ولكن خوفي ورهبتي تمنعني بشدة.

أرجوكم ساعدوني بعلاج دوائي يناسب حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أنه لديك درجة بسيطة من القلق الاجتماعي أو ما يسمى بالرهبة الاجتماعية، ولكن الذي لاحظته في استشارتك أيضا أنك بفضل الله تعالى تمتلكين الكثير من سمات الحياء، والحياء طاقة عظيمة ونبيلة جدا، فأرجو أن تذكري نفسك بذلك دائما، أنك شخص حيي، والحياء من الإيمان، وهذه يجب أن تكون محفزة لك لتقللي من الرهاب الاجتماعي الغير مبرر، وعليك أن تحقري فكرة الخوف، وأنك لست أقل من الآخرين.

أيتها الفاضلة الكريمة: لن تفشلي أبدا في المواقف الاجتماعية، ولا أحد يقوم بملاحظتك، وإن شعرت بشيء من الارتعاش أو التلعثم هذا شعور مبالغ فيه، وليس شعورا حقيقيا بحجمه الذي تتصورينه. هذه حقائق علمية سلوكية يجب إدراكها. وبعد ذلك تنطلقي في الحياة، ابدئي على نطاق الأسرة: صلة الأرحام، الفعالية داخل البيت، أن تطرحي بعض المبادرات، لأن المشاركة الكلامية والحوارية في حد ذاتها تفيد وتقلل من رهبتك.

شاهدي البرامج التلفزيونية الجيدة، وضعي نفسك في مكان المتحاورين في بعض البرامج مثلا. تصوري نفسك أنك تقومين بالإعداد لمناسبة نسائية كبيرة، في البيت أو في مكان عام. اذهبي إلى المناسبات الطيبة كالأعراس. هذا لا بد أن يحدث، وهو علاج أساسي جدا.

وأنا دائما أنصح بالانضمام لحلقات القرآن للنساء، نعم نحن نريد للناس الهداية من خلال هذه الحلقات، ولكن أيضا نريد لهم العلاج ليقلل من مخاوفهم، فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ضعي هذا الأمر في أسبقيات أهمياتك، لأنه علاج عظيم لك، وإن شاء الله تعالى تجنين خيري الدنيا والآخرة منه.

التمارين الاسترخائية مهمة جدا، والشبكة الإسلامية أعدت استشارة تحت رقم (2136015) بها إرشادات مبسطة وعملية ومفيدة لمن يلتزم بتطبيقها، أي رياضة تناسب النساء أيضا ستكون جيدة بالنسبة لك، وربما تكون الظروف في ليبيا صعبة للذهاب إلى طبيب نفسي، ولذا أقول لك: حاولي أن تتحصلي على دواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) وربما يوجد تحت مسميات أخرى مثل (لسترال Lustral) أو يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex).

الدواء ممتاز للخوف والرهاب الاجتماعي، وهو سليم وغير إدماني، لا تتناولي داوء غيره. الجرعة هي نصف حبة (25 مليجراما) يتم تناولها ليلا لمدة 10 أيام، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة 6 أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، والجرعة قطعا صغيرة، بعد ذلك خفضي الدواء إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأؤكد لك سلامته، وأنه لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، فقط ربما يفتح الشهية قليلا نحو الأكل. قطعا توجد أدوية أخرى خلاف هذا الدواء، لكن ربما يكون هو الأفضل والأسلم.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، ولا بد أن تكون التطبيقات العلاجية شاملة، ما ذكرناه من الناحية الاجتماعية وما ذكرناه من علاج إسلامي، وعلاج سلوكي، يضاف إليه العلاج الدوائي، هذه كلها يجب أن تؤخذ كحزمة أو رزمة واحدة لتتحصلي -إن شاء الله تعالى- على الفائدة العلاجية المرجوة، وهي التعافي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات