السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
مشكلتي مع طنين الأذن والدوخة، أنا أسمع جيدا، ولا يوجد ألم بالأذن، ولكنه طنين بسيط، فما الحل؟ وما العلاج الصحيح؟ وقد عملت غسيلا للأذن، ويوجد طنين وعدم اتزان.
وشكرا لكم، والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
مشكلتي مع طنين الأذن والدوخة، أنا أسمع جيدا، ولا يوجد ألم بالأذن، ولكنه طنين بسيط، فما الحل؟ وما العلاج الصحيح؟ وقد عملت غسيلا للأذن، ويوجد طنين وعدم اتزان.
وشكرا لكم، والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكل من الطنين والدوخة مبحث واسع في الطب؛ لتعدد الأسباب والعلاج، وأسباب الطنين متعددة، تبدأ من الأذن الخارجية كالسدادة الصملاخية، والأجسام الأجنبية, ثم الأذن الوسطى من التهاب، وسوائل مصلية، وتشنج في عضلاتها، وتصلب في العظيمات, وانتهاء بأمراض الأذن الداخلية التي قد تكون مجهولة السبب، أو بسبب رضي كالتعود على سماع الأصوات العالية، كما لدى الذي يستعملون سماعات الأذن بشكل مؤذ، وأسباب أخرى قد تكون أدوية معينة سامة للأذن الداخلية, وأيضا هناك أورام العصب السمعي، وزاوية الدماغ.
الأسباب المتعلقة بالأذن الخارجية والوسطى تسبب نقص سمع نقلي, والأسباب المتعلقة بالأذن الداخلية والعصب السمعي تسبب نقص سمع حسي عصبي, ويمكن التمييز بينهما عن طريق تخطيط السمع الهوائي والعظمي، وهذا يفيدنا في تحديد السبب وعلاجه.
قد يلزم في بعض حالات الطنين ذي السبب الحسي العصبي إجراء اختبارات إضافية كالتصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي النووي، وخاصة في حال وجود طنين مع نقص سمع عصبي المنشأ وحيد الجانب (أذن واحدة) لنفي وجود الأورام في طرف الطنين، ونقص السمع العصبي.
لابد لك من إجراء الفحص الطبي لدى اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة؛ لتحديد السبب من هذه الأسباب التي ذكرتها لك، والعلاج بحسب الحالة؛ حيث تعالج الأسباب المتعلقة بالأذن الخارجية بإزالة الشمع الأذني (الصملاخ) أو أي عائق للسمع في مجرى السمع الخارجي.
وأما اضطرابات الأذن الوسطى فتعالج بنفخ الأذن عن طريق سد فتحتي الأنف باليد، وضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر، وعبر الحنجرة والبلعوم باتجاه الأنف (مع مراعاة عدم توجيه الهواء باتجاه الفم) حتى يتم الإحساس بدخول الهواء للأذن، مع تكرار هذه الحركة كل نصف ساعة، بالإضافة للعلاج الدوائي للأذن الوسطى من مضادات حيوية، ومضادات احتقان، وقطرات أنفية, ويبقى لدينا الأسباب الحسية العصبية للطنين (الأذن الداخلية، والعصب السمعي) فإن كانت من سبب دوائي، أو تعرض لضجيج، فقد تتحسن مع الوقت، وباستخدام أدوية مثل (بيتاسيرك (16)، نوتروبيل ...) مع إيقاف العامل المسبب مثل (الأدوية السامة للأذن, الضجيج ...), وللحالات المعندة يمكن استخدام علاج (الغابابانتين) تحت إشراف طبي، وبجرعات متدرجة زيادة وإنقاصا، وقد تستمر المعالجة لعدة أشهر.
وأما بالنسبة للدوخة، فالتوازن عملية معقدة تشترك بها أجهزة متعددة بالجسم، وهي أساسا الأذن الداخلية، والمخيخ، والجهاز البصري، وأخيرا مستقبلات الإحساس العميق المنتشرة في كل عضلات الجسم، والتي تعطي الدماغ معلومات مستمرة عن وضع الجسم.
أسباب الدوخة تبدأ من اضطرابات الأذن الداخلية، كالالتهاب، وداء منير، وتمتد لورم عصب التوازن (الدهليزي) وأورام الزاوية الجسرية المخيخية (المجاورة للمخيخ) ووصولا إلى آفات المخيخ، وإضرابات التوعية الدموية الدماغية, وهناك الأسباب خارج الرأس، مثل: تشنج العضلات الرقبية، وتضيق الشرايين الرقبية السباتية والفقارية القاعدية, وأسباب داخلية مرتبطة بضغط الدم صعودا أو هبوطا، وكذلك فقر الدم؛ حيث يؤدي لنقص الأكسجة للدماغ.
من المهم التفريق بين الأسباب الأذنية، وبين الأسباب العصبية المركزية، وذلك بإجراء الاختبارات السمعية، واختبارات التوازن، ولابد من إكمال الفحوص بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي النووي؛ لكشف أي آفة ضاغطة على الأعصاب أو مراكز التوازن، وكذلك يجب إجراء إيكو دوبلر لشرايين العنق؛ لكشف أي تضيق فيها, أو إجراء التصوير الشرياني الظليل لشرايين العنق وقاعدة الدماغ، مع ملاحظة إجراء الاختبار بوضعيات العنق المختلفة، والذي يكشف أي تضيق أو توسع مرضي في هذه الشرايين؛ حيث إن الشرايين السباتية في الرقبة قد تصاب بالتضيق بالتصلب العصيدي، وقد تكون مصابة بأم الدم، وهي منطقة متوسعة فيها قد تكون ولادية، وتكشف بسهولة بالتصوير الظليل, وهناك الشرايين الفقرية القاعدية، والتي تشارك في تغذية أعضاء التوازن والدماغ بكامله، وهي تمر ضمن ثقوب في النواتئ المعترضة للفقرات الرقبية على الطرفين، وأي تضيق في هذه الثقوب الفقرية، أو وجود مناقير عظمية قد يضغط على هذه الشرايين، ويسبب الدوخة، خاصة عند وضعيات معينة للرأس.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.