السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سبق وأن استشرتكم بخصوص أذني اليمنى في الاستشارة رقم:(2300955)، والآن أعاني من مشكلة في نفس الأذن.
منذ ثلاثة أسابيع لم أكن أعاني من أي التهاب أو مرض وانسداد في الأذن، ولكني استيقظت في الصباح؛ فلاحظت وجود طنين في أذني اليمنى -التي كانت مصابة-، واستمر الطنين ولم ينقطع خلال الثلاثة الأسابيع الماضية، وهو مستمر إلى الآن، لكنه ليس شديدا، بحيث أنني لا أسمعه في صخب النهار وعند التحدث مع الآخرين، إنما أسمعه فقط عند النوم أو عند الجلوس في مكان هادئ.
ذهبت إلى الطبيب؛ ففحصني وأخبرني بأن أذني سليمة لا يوجد فيها التهاب أو تمزق بالطبلة أو أي مرض آخر يؤدي إلى الطنين، وأخبرني بأن الطنين في الأذن أمر طبيعي، ولا داعي للقلق، وأعطاني بخاخ رينو كورت للأنف، وطلب مني أن أستمر عليه لمدة شهر، وحبوب فيكسوفينادين أستمر عليها لمدة عشرة أيام.
بصراحة.. لم أقتنع بالتشخيص؛ حيث أن مفعول هذه الأدوية ليس للطنين، ولكنني مستمر بتناول العلاج.
ما هو تشخيصكم للحالة؟ وما هو السبب المرجح للطنين؟ وهل يؤدي الطنين إلى فقدان سمع تدريجي في المستقبل؟
جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hussein حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
للطنين أسباب متعددة تبدأ من الأذن الخارجية، كالسدادة الصملاخية، والأجسام الأجنبية، ثم الأذن الوسطى، من التهاب وسوائل مصلية، وتشنج في عضلاتها، وتصلب في العظيمات، وانتهاء بأمراض الأذن الداخلية التي قد تكون مجهولة السبب، أو بسبب رضي، كالتعود على سماع الأصوات العالية، مثل الذين يستعملون سماعات الأذن بشكل مؤذ، وأسباب أخرى، فقد تكون أدوية معينة سامة للأذن الداخلية، وأيضا هناك أورام العصب السمعي وزاوية الدماغ، والأسباب المتعلقة بالأذن الخارجية والوسطى تسبب نقص سمع نقلي، والأسباب المتعلقة بالأذن الداخلية والعصب السمعي تسبب نقص سمع حسي عصبي، ويمكن التمييز بينهما عن طريق تخطيط السمع الهوائي والعظمي، وهذا يفيدنا في تحديد السبب وعلاجه.
قد يلزم في بعض حالات الطنين ذي السبب الحسي العصبي إجراء اختبارات إضافية، كالتصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي النووي، وخاصة في حال وجود طنين مع نقص سمع عصبي المنشأ وحيد الجانب (أذن واحدة) لنفي وجود الأورام في طرف الطنين ونقص السمع العصبي.
تقول بأنك ذهبت للطبيب، وأخبرك بأن الأذن سليمة، ولا يوجد فيها التهاب أو تمزق بالطبلة، وطالما بأن العلاج بالإضافة للنصائح التي كنت قد أعطيتك إياها سابقا لم ينفع؛ فلا بد من البحث عن الأسباب العصبية لهذا الطنين بسبب رضي سمعي، كالتعود على سماع الأصوات العالية لدى الذين يستعملون سماعات الأذن بشكل مؤذي وأسباب أخرى، قد تكون أدوية معينة سامة للأذن الداخلية، وأيضا هناك أورام العصب السمعي وزاوية الدماغ؛ وبالتالي عليك إجراء الاختبارات التي ذكرتها لك، من تصوير شعاعي للدماغ؛ لنفي وجود أورام في الدماغ على العصب السمعي، خاصة بأن الطنين هو في جهة واحدة، وبعد كل هذه الإجراءات، وفي حال عدم وجود سبب عضوي؛ فالتشخيص النهائي هو الطنين الحسي العصبي مجهول السبب، وهو قد يستفيد على العلاج بالبيتاسيرك 16، حبة ثلاث مرات يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ويمكن اللجوء لتركيب سماعة طبية تعطي طنينا يماثل الطنين الذي تسمعه وبنفس الشدة، بحيث يعاكس الصوت المعطى عبر السماعة صوت الطنين الذي تسمعه، ويفني كل منهما الآخر، طبعا هذا الحل نلجأ له في الحالات الشديدة وغير المستجيبة على العلاج بالبيتا سيرك ( 16 ) .
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.