السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عطية إبراهيم محمد أشكرك على سعة صدرك، وأشكر الشبكة الإسلامية ومن فيها على المجهود الذي تقدمونه جميعا في هذا الموقع، جزاكم الله خيرا.
أنا فتاة عمري 24 سنة، أعاني أحيانا من الخفقان عند بذل أي مجهود، مثل: صعود السلالم أو المشي أو عند القيام بأعمال المنزل، فحصت كل الفيتامينات وأجريت جميع التحاليل المطلوبة، تحاليل فقر الدم، والغدة الدرقية، والسكري، والضغط، والنتائج كلها جيدة -الحمد لله-، ثم أجريت فحوصات القلب بالايكو وأجريت تخطيطا للقلب، وظهرت النتيجة سليمة -الحمد لله-، فقط وجدت أن نسبة فيتامين (د) ضعيفة
(6) فهل يمكن أن يكون نقص فيتامين (د) المسبب في الخفقان؟
قرأت استشارة في موقعكم أجابت فيها إحدى الأخوات بالآتي:
(هذا المرض المسمى POTS، أوPostural orthostatic tachycardia syndrome هو في الواقع زيادة في النبض مرتبط بالوقوف، ونقص العناصر الغذائية مثل: فقر الدم، ونقص فيتامين (د) وفيتامين (ب) المركب، وبقية العناصر الغذائية)، فهل يعني ذلك أن فيتامين (د) من العناصر الغذائية المهمة للقلب مثل الحديد وغيره، ويؤدي نقصه إلى تسارع ضربات القلب لأقل مجهود؟
نقص فيتامين (د) يؤثر على العضلات، ويولد عند الإنسان الشعور بالتعب، ولأن القلب يعد عضلة فهل يؤثر نقص فيتامين (د) على عضلة القلب، ويؤدي إلى التعب من أقل مجهود؟ فالقلب عضلة مثل بقية العضلات، ويعطي إشارة للإنسان عن طريق الخفقان كي يشعر أن عضلة القلب تعاني من التعب وتحتاج إلى فيتامين (د)، وهل يمكن تعويض نقص فيتامين (د) بتناول حبوب كبد الحوت، لأنها تحتوي على الفيتامين؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك أسباب كثيرة تؤدي للخفقان أو لزيادة نبض القلب، وفي الغالب تكون أسبابا مجتمعة وليس سببا واحدا أو اثنين، وفيتامين (د) أحد الفيتامينات المهمة، بل غاية في الأهمية لقوة العظام والمفاصل، وذلك من خلال وظيفته الأساسية في تنظيم الأملاح المعدنية في الجسم مثل: الكالسيوم، والماغنسيوم، والفوسفور، وهذه الأملاح المعدنية مهمة جدا لعمل كل خلايا الجسم بما فيها خلايا القلب، وعلى سبيل المثال فإن الماغنسيوم أحد الأملاح المعدنية المهمة، ونقصه يؤدي إلى التوتر والقلق anxiety، واضطراب النوم sleep disorders، وآلام العضلات muscle spasms، والخفقان، واضطراب نبض القلب abnormal heart rhythms and palpitations، ولا يمكن استبعاد تأثير نقص فيتامين (د) في خلل عنصر البوتاسيوم وعنصر الكالسيوم، وبالتالي يتسبب في تلك الأعراض.
أرجوا ألا ينشغل بالك بالتفاصيل الدقيقة، فقط يجب العمل على ضبط نسبة ذلك الفيتامين عن طريق أخذ حقنة فيتامين (د) جرعة 600000 وحدة دولية، ويمكنك بعد ذلك تناول كبسولة فيتامين (د) من مصادر متنوعة مثل: الكبسولات اليومية جرعة 1000 وحدة دولية، أو تناول حبوب تحتوي على الكالسيوم مع فيتامين (د)، أو تناول الكبسولات الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية.
وهناك الكثير من حبوب الفيتامينات التي تحتوي على معظم الأملاح المعدنية والفيتامينات بما في ذلك فيتامين (د)، والأهم التعرض لأشعة الشمس المباشرة في إحدى غرف المنزل بعد تخفيف الملابس لمدة نصف ساعة يوميا أو يوما بعد يوم، لأن فيتامين (د) موجود تحت الجلد، ويحتاج لأشعة الشمس لتحويلة من مادة خاملة إلى مادة نشطة.
وزيت كبد الحوت هو أحد المصادر لفيتامين (د) ويحتوي أيضا على أوميجا 3 وأوميجا 6 وبعض الأملاح المعدنية والفيتامينات، وبالطبع يمكن تنويع المصادر على أن تظل نسبة فيتامين (د) ما بين 30 إلى 40، والمرحلة السمية للفيتامين عندما يصل ويزيد عن 80، ونادرا ما يصل فيتامين (د) إلى تلك النسبة لحاجة الجسم الضرورية والمتواصلة لذلك الفيتامين.
وحتى لا نفسر كل مشاكل الجسم على أنها نقص فيتامين (د) يجب العمل على علاج فقر الدم، ومتابعة وظائف الغدة الدرقية، وضبط الوزن، وممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الصحي، وغذاء الروح، كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، والدعاء والذكر، وقراءة ورد من القرآن، وبر الوالدين، والعمل والاجتهاد لنفع النفس والأسرة والمجتمع.
وفقك الله لما فيه الخير.