هل الفافرين مناسب لأعراضي التي أشكو منها؟

0 402

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أعرف مدى فعالية استخدام عقار الفارفرين في الحالة التالية، وهل هو الأفضل أم عقار بروزاك؟ حيث أني تحريت ووجدت أن بروزاك له العديد من الآثار الجانبية، بالإضافة لسعره المرتفع.

أعاني من كسل وخمول دائم، وإحجام وصدود عن أداء الأعمال الموكلة لي مهما كانت صغيرة أم كبيرة بطريقة مزمنة، وأحس بأن إنجاز أي عمل صغير كالجبل، وأقوم دوما بالتأجيل، وقد لا أنجز شيئا على الإطلاق في أي شيء، أقصد أي عمل بمعنى الكلمة، ابتداء من تحريك كوب الشاي من أمامي، والذي يبقى لأيام، إلى إنجاز أوراق بطاقتي الشخصية في شهور، إلى عدم إتمام عملي بمعنى الكلمة، وإن أتممته -وهذا نادر- يكون بعد عناء، وبعد انتهاء وقته، ويكون كله مشاكل وأخطاء وبدون أدنى تركيز، ودائما أشرد بذهني ولا أركز في أي شيء على الإطلاق أمامي، ولا أقدر على مواجهة الناس، ودائما أتهرب من الاحتكاك بالناس، وتصيبني نوبات تلعثم غريبة عن التعامل مع الناس، وتزيد في وجود مشكلة ما أو في وجود جمع من الناس.

في الفترة الأخيرة أشعر ببعض الآلام في كتفي الأيسر ويدي اليسرى لفترات طويلة، غير مبرحة، لكن أحس بشيء غير عادي، أقوم بأداء الصلوات بصعوبة بالغة كنوع من التأجيل والتراخي والكسل وعدم أداء المهام الموكلة إلي، ولا أقدر على التركيز عند قراءتي في المصحف، ولا أستطيع أن أستمر لمدة 3 د قراءة، أي لا أستطيع التركيز في شيء لدقائق ولو معدودة!

أجلس بالساعات بل بالأيام مجرد سرحان وشارد الذهن، هذه الحالة عندي منذ سنين طويلة، ولم أتناول أي عقار قبل الآن، وقد سببت لي العديد من المشاكل والإخفاقات في الدراسة والعمل، وفي العلاقات الاجتماعية، ودائما أقع في مشاكل ومصائب بسبب هذه الحالة!

هذا بالإضافة أني واقع تحت وطأة مشاكل مادية واجتماعية رهيبة لا يحتملها أي شخص ( وهذه المشاكل ناتجة عن الحالة التي أنا فيها، وليست سببا فيها،هذا رأي مؤكد).

الرجاء الإفادة لأني أتحطم. والرجاء الرد في أسرع وقت.
نسألكم الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Still Wait A حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض التي ذكرتها معظمها أعراض اكتئاب أو اعتلال مزاج، وإن كان بها بعض الأعراض الجسدية التي قد تكون مؤشرا للقلق، وبها بعض أعراض الرهاب الاجتماعي، هذا من ناحية الحالة التي تشكو منها.

ومن ناحية أخرى: بالرغم من رأيك بقطعية أن المشاكل المادية والاجتماعية هي ناتجة من هذه الحالة وليست سببا لها، فقطعية السبب والنتيجة أجريت عليها بحوث كثيرة، ووجد أنه من الأفيد الآن ألا نقول أن هذا سبب لهذا، إنما نشخص بوجود الأعراض المحددة، وبعد ذلك يتم علاجها، ولو كانت هناك مشاكل مادية أو مشاكل اجتماعية سببا كانت أو نتيجة فيجب التعامل معها منفصلة عن الحالة النفسية، أي محاولة المساعدة فيها وإن كانت نتيجة وجود حالة نفسية، فاستمرارها أيضا يؤثر على العلاج، هذا من ناحية عامة.

أما سؤالك المحدد عن الـ (فافرين Faverin) ومدى ملاءمته لهذه الحالة، ومقارنته بالـ (بروزاك Prozac) فيجب أن أوضح لك أن الدواءين كلاهما من أدوية الـ (SSRIS) وهي أدوية مضادة للاكتئاب في المقام الأول، تزيد من مادة الـ (سيروتونين Serotonin) في الدماغ، وكل البحوث أثبتت أن لديها نفس الفعالية، ولكنهما يختلفان في الآثار الجانبية.

الفافرين معروف بأنه يستعمل أكثر عند وجود أعراض للوسواس القهري، أو يستعمل كمضاد للاكتئاب، ولكن استعماله أكثر في الوسواس القهري، والبروزاك أيضا يستعمل في علاج الوسواس القهري، ولكن خاصية البروزاك أنه لا يزيد الوزن، وهو غير مهدئ، لذلك يستعمل عند المرضى الذين لا يريدون زيادة في وزنهم، وليست عندهم مشكلة في النوم، لذلك يعطى ويتم تناوله في النهار، ولكنه في الأسبوعين الأوليين قد يزيد من القلق، فإذا كان الاكتئاب مصاحبا بأعراض قلق وعدم نوم فالبروزاك غير صالح، ويكون الفافرين أفضل في هذه الحالة، وإذا كان هناك وجود وسواس القهري فالفارين أفضل.

مشكلة الفافرين أيضا أنه به مشاكل بالجهاز الهضمي، ولذلك يجب أن يبدأ بجرعة صغيرة، نصف حبة بعد الأكل، فبعض المرضى يسبب لهم الفافرين آلاما في المعدة وغثيانا، وأحيانا استفراغا.

وعليه أرى بدرجة ما بوجود أعراض قلق عندك، فالفافرين أنسب لك من البروزاك، على أن تبدأه بجرعة صغيرة وبعد الأكل، وأيضا بالرغم من تركيزك على دواءين معينين -أو تركيزك على العلاج الدوائي- فلا تنس العلاج النفسي، فالعلاج النفسي مهم في هذه الحالات، وهو مكمل للعلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات