السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم لخطبتي أخو صديقتي ورفضته بسبب دراستي، فأنا أسكن في الرياض، وهو من سكان مكة، شرحت وضعي الدراسي في استشارة سابقة، وعاد لخطبتي مرة أخرى، على أن يتم الزواج بعد إتمام دراستي، أي بعد سنة ونصف، لكنني رسبت وحملت مواد السنة، مما يعني تأخري في التخرج، وهو يريد الزواج في الوقت الذي اتفقنا عليه.
لكنني الآن أشعر برغبتي في الدراسة، وقد سئمت من محاولاتي الفاشلة، وأريد الزواج، ولكن لا أريد ترك دراستي، وأحيانا أشعر بأنني أحسن حالا عند تركها، أعلم أنني سأندم، لكن ماذا أفعل؟
علما أنني لا أستطيع التحدث مع خطيبي، وهو يدرس حاليا في الخارج، ووالداي لن يسمحا لي بالتحدث معه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jodi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويجمع بينكما على الخير، ويحقق لكم وبكم الآمال.
فهمنا من استشارتك أن خطيبك شقيق لصديقتك، وهذا من أروع وأحسن طرائق الارتباط، ونسأل الله أن يحقق لكم السعادة والوفاق، وصديقتك هي أحسن من توصل لشقيقها ما ترغبين في إيصاله إليك، والمحافظة على ما اعتاده أهلك وأهل بلدك هو الأفضل، ولا أظن أن الزواج يمنع من إكمال ما تبقى من الدراسة، ولن يصعب على خاطبك الانتظار قليلا، ونحن نميل إلى الاستعجال في إكمال المشوار، لأن في الزواج سعادة واستقرارا، والزواج لا يمنع من إكمال الدراسة، بل إن الدراسة تكتسب أهدافا كبيرة بعد الزواج؛ لأن الإنسان يشعر أن هناك من يشاركه النجاح والفرح بالتقدم في طريق العلم، فاطلبي من شقيقته أن ترتب الأمور، إذا كان هناك تأجيل فالأفضل أن يكون عن طريقه، لأن في ذلك رفعا للحرج عنك، أما إذا أصر على التوقيت المتفق عليه، فالمؤمنون عند شروطهم، فأرجو أن تكيفي دراستك بما يحقق لك السعادة الأسرية، ويوفر لك ضمانات إكمال الدراسة، وسوف يكون خير عون لك -بحول الله وقوته-.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وخير البر عاجله، ونسأل الله أن يبارك لكما وعليكما وأن يجمع بينكما على الخير، وقد أسعدنا تواصلك مع موقعك، واقبلي وصية آبائك، وكوني مطواعة لزوجك، فإن في طاعته في المعروف إرضاء لله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية والسداد.