السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل، أرجو إفادتي برأيك في موضوع تعدد الزوجات دون سبب أو مبرر لذلك، غير بعض الأسباب الواهية، مثل: الرغبة في استخدام حق، أو حب النساء.
علما ـ يا سيدي ـ أن زواج الزوج بأخرى عندنا ـ كمصريات ـ يعد عيبا وخزيا للزوجة الأولى، وأن الأولاد يتضررون كثيرا؛ نظر إلى المشاكل، والحاجة لوجود الأب أكبر وقت ممكن! وأنا ـ يا سيدي ـ امرأة متعلمة، وعلى قدر من الثقافة الدينية ـ والحمد لله ـ رغم صغر سني (27)، ولكني لا أطيق مجرد النقاش في فكرة تعدد الزوجات ما دام الزوج يحب زوجته، ولديه أولاد منها! إلا إني أخاف أن أكون آثمة بذلك!
أرى أني تزوجت رجلا كاملا، وأخلصت له، في حين كان لدي الفرصة لأتزوج بمن هو أفضل منه، وبعد مرور السنين يأتي ليصارحني برغبته في أن تشاركني أخرى فيه، ولي الاختيار: إما أن أبقى كنصف زوجة، أو أحرم من أولادي وأبدأ من جديد! فهل هذا هو العدل؟!
علما برفض الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ زواج الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ على السيدة فاطمة.
أرجو إفادتي! حتى لا أفتن في ديني!
جزاكم الله خيرا!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك لقبول شرعه، وأن يرزقك حبه وحب نبيه، وحب كتابه، وأن يجعلك ممن يقولون سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، ولا يردون على الله شرعه أو هديه.
بخصوص ما ورد برسالتك حول تعدد الزوجات دون أسباب مقنعة، فإن موقفك منه يمثل حال كثير من الأخوات المصريات إن لم يكن موقف النساء إلا نادرا.
لعل سبب ذلك سوء التطبيق العملي لهذه السنة، وكذلك العرض المشوه والمرعب الذي يقدمه الإعلام عن الزوجة الثانية، إضافة إلى قلة المعددين الآن، مما جعل الأمر في حكم الشاذ والنادر الذي لا حكم له، كل هذه الأمور أدت إلى نفرة الجميع من هذه السنة حتى الأخوات الملتزمات -مع الأسف الشديد-، ولذا أود منك أختنا رشا أن تحاولي الاطلاع على سيرة السلف الصالح، وهديه صلى الله عليه وسلم في التعدد، وكذلك قراءة بعض المؤلفات في ذلك لبعض الدعاة والمشايخ المعاصرين، وسماع بعض الأشرطة، وذلك كله بصرف النظر عن قبولك أو رفضك، وبصرف النظر عن كون زوجك يريد ذلك أم لا، ولكن المهم أن تكوني على علم بهذه السنة، وما هي ضوابط التعدد، ومتى يجوز ومتى يكره، ومتى يحرم؛ لأن المسألة تتعلق بالشرع، بصرف النظر عن تطبيقها من عدمه؛ لأن مجرد رد سنة من السنن بغير مبرر شرعي فيه خطر عظيم، ويخشى على صاحبه من سوء الخاتمة، فأتمنى أن توفري من وقتك ولو ساعات معدودة للاطلاع على هذا الأمر، ومعرفة ما يترتب عليه من أحكام؛ حتى تكوني على بينة من الأمر، وعندها سوف تجدين نفسك وقد أصبح لديك تصور آخر عن المسألة، وبذلك تقررين قبولها أو رفضها بأدلة شرعية ومنطقية دون مخالفة شرع الله أو رفض سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأما ذكرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رفض أن يتزوج علي رضي الله عنه على فاطمة رضي الله عنها، فهذه مغالطة علمية، وحق أريد به باطل؛ لأن سبب رفض النبي صلى الله عليه وسلم لذلك إنما كان بسبب أن عليا أراد أن يتزوج بابنة أبي جهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله لا تجتمع ابنة نبي الله مع ابنة عدو الله) فكان هذا هو سبب الرفض، وإلا فكيف يمنع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وكان تحته تسع نسوة، فهل تتصورين أن يحدث هذا؟!
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.