السؤال
السلام عليكم..
لدي قريب عمره 18 سنة، علمت مؤخرا من بعض أصدقائه أنهم تركوا صحبته؛ لأنه يصاحب الأكبر منه سنا، وهم أشخاص غير أسوياء أخلاقيا "يرتكبون الفاحشة"، وللعلم فهو يعيش في جو أسري مهمل -مع الأسف- بلا حسيب أو رقيب، وصار يقوم دائما بفعل أي شيء لمعاندة والديه، رغم أنه كان وما زال مهذبا في تعامله معنا، كان متفوقا دراسيا، وكان ملتحقا بحلقات تحفيظ القرآن، ولكن تركها منذ فترة، ومن الواضح أن الأسرة هي السبب في حالته هذه، والله أعلم.
أرجو من حضرتكم إرشادي إلى طريقة لإصلاحه دون علم أهله؛ لأني أخاف عليه من ردة فعل والده، وهل يمكننا فعل ذلك بطريقة غير مباشرة؟ لأنه عنيد، وأخاف ألا يستجيب مباشرة.
ولكم جزيل الشكر، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ JooRy حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يصلح الأحوال، وقد أسعدنا حرصك على النصح لقريبك، ونسأل الله أن يبارك مسعاك، ويحقق لك الثواب والقبول والآمال.
لاشك أن الشاب يمر في مرحلة عمرية غاية في الأهمية والحساسية، وهي فرصة كبيرة إذا أحسنا التعامل، واستعنا بالله، وهي أزمة كبيرة إذا استمر الإهمال، وكنا نتمنى أن نعرف صلة القرابة، وعمرك، لأن تقارب الأعمار له أثر، كما أن صلة القرابة تزيد فرص النجاح بحول ربنا الفتاح، خاصة عندما تكون عمة له أو خالة، لأن فرصة المحارم في التواصل كبيرة، ونكرر لك الشكر، ونؤكد أن هناك خطوات ينبغي أن تتبع، منها:
- كثرة الدعاء له.
- جعل أرضية مشتركة للتفاهم.
- تسليط الأضواء على ما فيه من الإيجابيات.
- فهم خصائص مرحلته العمرية.
- تذكيره بالله.
- استخدام أسلوب الحوار والإقناع، الاتفاق معه على معايير الصداقة وصفات الصديق الناجح.
- إعطاءه مسؤوليات.
- إشعاره بحاجة المنزل إليه.
- إيجاد برامج مفيدة لملئ فراغه، التواصل مع التربويين في مراكز التحفيظ للسؤال عنه ومحاولة إرجاعه إلى بيئة القران.
- التفاهم مع والديه حتى يقومان باحتوائه.
- تجنب النقد لتصرفاته، والتقليل من إصدار الأوامر والوصايا المباشرة.
- واستبدالها بالحوار والإقناع.
- الاستمرار مع موقعكم للتشاور ووضع الخطط.
- عدم اليأس أو إظهار العجز.
- تبصيره بنهايات الطريق ومآلات الأمور.
- عدم الاستعجال في إخبار والديه إلا إذا كانوا إيجابيين.
- الاستماع إليه.
- والاعتراف بما عنده من جوانب مشرقة.
وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايته، وننتظر منكم مزيدا من التفاصيل، وكل ما يمكن أن يعيننا على وضع خطة دعوية، ونسأل الله أن يهدينا، وأن يجعلنا جميعا سببا لمن اهتدى لنفوز بالثواب والبشرى.
وفقك الله وسدد الخطى.