هل تنصحونني باستعمال إندرال لفترة طويلة؟

0 411

السؤال

أنا -بحمد الله- أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ صغري، فبمجرد مواجهة موقف اجتماعي يبدأ قلبي بالخفقان السريع، لتظهر بقية العلامات من احمرار الوجه والتعرق وضيق التنفس والرجفة، وأصل المشكلة عندي هو في تسارع نبضات القلب، الذي بمجرد حصوله أزداد توترا وخوفا وتظهر بقية العلامات.

بحثت عما يمكنني من إبطاء دقات قلبي، وبالتالي مواجهة الموقف بأريحية ودون توتر، فاهتديت إلى دواء "إندرال" فاستعملته وانتفعت به كثيرا، وأنا أتناول منه كل يوم حبة 10 ملغ.

عندي بعض الأسئلة أرجو التكرم بالإجابة عليها:
1.هل من أضرار في الاستمرار بتناول دواء إندرال لفترة طويلة ولسنوات عديدة؟
2.هل يوجد من هذا الدواء نوع يدوم مفعوله لفترة طويلة، بحيث لا أحتاج إلى تناوله يوميا؟
3.هل من أدوية أخرى من هذا النوع تنصحونني بها، غير الأدوية النفسية، لأني لا أستطيع شراءها لارتفاع سعرها؟
4.هل يوجد تقنيات أو تمرينات معينة يمكنها إبطاء تسارع دقات القلب، عند الشعور بالخوف والتوتر بشكل طبيعي من غير الحاجة لأدوية؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب أو القلق الاجتماعي - كما تعلم - علاجه الأساسي هو العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy)، وسوف أشرح هذا بالتفصيل في نهاية الاستشارة، ولكن الآن سوف أجيب على أسئلتك المحددة.

الـ (إندرال Inderal) ليس له أضرار من تناوله على المدى البعيد، خاصة إذا كنت لا تعاني من مرض الربو، والجرعة عشرة مليجرام يوميا هي جرعة صغيرة، وليست لها أضرار على المدى البعيد.

أما بخصوص دواء يكون مفعوله طويلا ويغني عن الإندرال، فإنني أرى أنك لا تحتاج أن تستعمل الإندرال يوميا، يجب أن تستعمله قبل الموقف الذي تحس معه بالرهاب الاجتماعي، قبل ذلك بفترة، لأن اضطرابات القلب والتعرق والرجفة تحصل في الموقف المعني، فلذلك يمكنك استعمال الإندرال قبل الذهاب للمواقف الاجتماعية المعنية، وبهذا تتجنب أن تستعملها يوميا.

والإندرال نفسه ليس دواء نفسيا بالمناسبة، فهو يعالج هذه الأعراض الجسدية للقلب، ولكنه ليس دواء نفسيا، وكما ذكرت لك فإنه يمكن أن تستعمله عند اللزوم، ولا تستعمله باستمرار، ولا يوجد أفضل من الإندرال لمثل هذه الحالات.

أما سؤالك عن تدريبات معينة لتقليل ضربات القلب، يجب أن تعرف أن ضربات القلب ناتجة من الإحساس بالخوف والتوتر، فهي نتيجة وليست سببا، إذا للتغلب عليها يجب معالجة السبب، وهو الخوف من مواقف معينة، وهذا يتأتى أولا بتعلم الاسترخاء، الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء بالتنفس، لأن الشخص إذا تعلم الاسترخاء فإن الضدان لا يجتمعان، فالاسترخاء ضد القلق والتوتر، وحصول الاسترخاء يعني زوال القلق والتوتر، وبالتالي التغلب على الخوف، فتعلم الاسترخاء النفسي يساعدك كثيرا على التغلب على الخوف، وبالتالي التغلب على ضربات القلب والخوف.

ولكن الشيء المهم: يجب عليك معالجة الرهاب الاجتماعي بواسطة العلاج السلوكي المعرفي، وأنا على يقين بأنك مطلع على توجيهات محددة لهذا الشأن، تحتاج إلى جلسات معينة لتعليمك مهارات سلوكية محددة، عن طريقها يمكنك التغلب على هذا الرهاب والخوف الاجتماعي، وبهذا سوف تنتهي هذه الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات