السؤال
السلام عليكم..
أنا طالبة في السنة الأخيرة في كلية الصيدلة، دخلتها بفضل الله وكرمه ودعوة والدي، وأحمد الله على كرمه العظيم، ولكن مشكلتي أني عندما كنت في المرحلة الإعدادية منذ أكثر من 8 سنوات، أصبت بوسواس في المذاكرة، كنت أظل أردد الكلام عدة مرات، فمثلا كنت أردد عنوان الدرس عدة مرات بصوت عال، ثم إذا أخطأت بحرف واحد أعيد الكلام مرة أخرى، وبالأساس طبيعة مذاكرتي بصوت عال، وبعد هذه المشكلة كنت أظل أردد الكلام بصوت أعلى وأعلى حتى يختنق صوتي، وتتلف أعصابي تماما، فإذا سمعت أي صوت أعود لتكرار الكلام مرة أخرى.
تحملت هذه الطريقة طيلة السنوات الفائتة، حتى تطورت المشكلة إلى أنني عندما أكون في قاعة الامتحان أكرر قراءة السؤال عدة مرات، بل أريد أن أكرره بصوت عال مع معرفتي لجواب السؤال، ولكني لا أستطيع كتابة الجواب إلا عندما أقرأه عدة مرات.
والآن وصلت لهذه المرحلة، ولكن نفذ صبري، ولم أعد أتحمل هذه الطريقة، وأصبحت المذاكرة بالنسبة لي عقابا، وأصبح ينتابني خوف فظيع منها، لدرجة أني أشعر بأني سأقع في بئر مظلم.
أصبحت أكره الدراسة، ولا أريد أن أكمل باقي السنة، فأنا أشعر بأنه ليس لدي طاقة ولا قدرة لأن أذاكر مثل باقي الطلبة الطبيعيين، على الرغم من أني كنت في السابق أحب المدرسة والمذاكرة، أتمنى أن أعود طبيعية كما كنت.
بعد يومين لدي امتحان، فبماذا تنصحونني لكي أذاكر وأعوض ما فاتني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ربما يخفف عليك كثيرا أن تعرفي لماذا أنت تتصرفين بهذه الطريقة، والتي من الواضح أنها تزعجك وتتعبك.
إنها وبكل بساطة نوع من الوسواس القهري، أو الأفعال القهرية، حيث تشعرين بالحاجة الشديدة لتكرار ما تقرئين كعنوان الدرس أو سؤال الاختبارات، بحيث ربما تفكرين أو تشعرين بأنك إن لم ترددي هذه العبارات وبصوت مرتفع، فإن أمرا مزعجا سيحصل لك أو لأحد ممن تعرفين في الأسرة أو خارجها.
وما هذا إلا نوع من الأفكار والأفعال القهرية التي هي ليست من صنعك، وليست برغبتك، فتعريف الوسواس القهري: أنها أمور غير مرغوب بها، تفرض نفسها على المصاب، ويحاول دفعها ومقاومتها، إلا أنها تفرض نفسها عليه، ومن حيث لا يريد.
كثير من الناس الذين يعانون من الأفكار والأفعال القهرية لا يراجعون العيادة النفسية، وإنما يحاولون مقاومة هذه الأفكار والأفعال من نفسهم وبنفسهم، وربما ينجحون مرة، ويفشلون أخرى، إلا أنهم يستمرون في هذه المحاولات من أجل الاستمرار بممارسة حياتهم الطبيعية، وبحيث يقللون من تأثير هذه الأعمال القهرية على نشاطاتهم اليومية.
ولك أن تحاولي هذا الأسلوب من مقاومة هذه الرغبة الشديدة بتكرار عناوين الدروس وبعض العبارات، ولكن إن طال عليك الأمر أو صعب ولم تشعري بالتحسن الذي تريدين؛ فيمكنك أن تفكري جديا بأخذ موعد مع عيادة الطبيب النفسي، الذي سيقوم أولا بتدقيق التشخيص، ومن ثم تقديم العلاج، سواء كان العلاج النفسي اللا دوائي، أو العلاج الدوائي، أو كليهما معا.
ودوما يفيدك أن تقرئي فصلا عن الوسواس القهري، وطرق علاجه، والتكيف معه.
وفقك الله، وكتب لك التخرج والتفوق.