السؤال
السلام عليكم
أعاني من نوبات فزع الخوف من الموت منذ كنت صغيرا، كانت تجيء وتذهب لفترات.
قبل شهر جاءتني نوبة فزع قوية ما ظننت أني أصل إلى البيت؛ لأني أحسست بالموت، وبعدها ذهبت لطبيب نفسي وأعطاني دواء بيرلكس وزانكس، والحالة أن عندي نوبات خفيفة، ودائم التفكير بموضوع الموت، وبكل شيء سيء!
ذهبت مرة لطبيب وأعطاني دواء ريميرون، ودواء رسبال، ما نصيحتكم؟
كل جسمي ووجهي وحياتي متأثرة تأثرا شديدا، حتى علاقتي مع أسرتي تتراجع، وفي العمل ومع الكل، ولتسارع دقات القلب عندي ذهبت لطبيب قلب، فقال: قلبك بصحة، وأعطاني دواء انديكاردين، وكل يوم أشك أن عندي مرضا جديدا.
منذ أخذت الدواء وأنا أتعرق بشدة، وقال لي الطبيب: أعراضك طبيعية، ولكن مزاجي سيء جدا.
أشكركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه منذ الصغر هو اضطراب الهلع أو الفزع، وما حصل لك هو نوبة هلع حقيقية، وبدأت تتكرر عليك، والطبيب النفسي الأول أعطاك علاجا لنوبات الهلع في شكل مضاد للاكتئاب ومضاد للقلق، وقد ذكرت أنك تحسنت، ولكن صارت تأتيك بعض أعراض القلق والتوتر النفسي من الخوف من الموت والتفكير المستمر في الموت - كما ذكرت - وزيادة في ضربات القلب، فذهبت إلى طبيب نفسي آخر وأعطاك الـ (ريمارون)، و(رسبال).
الـ (ريمارون) مضاد للاكتئاب ومهدئ ويساعد في النوم، ولكنه لا يساعد في القلق بدرجة كبيرة، وكذلك الـ (رسبال)، وهذا قد يفسر لماذا لم تتحسن؟ أو لماذا لم تذهب أعراض القلق عندك؟ خاصة ضربات القلب الزائدة، وهي من أعراض القلق النفسي، وكما قال لك طبيب القلب أن قلبك سليم، ولكنه أعطاك دواء الـ (انديكاردين) الذي يقلل من ضربات القلب.
وسواس المرض - يا أخي الكريم - الذي تعاني منه أيضا هو جزء من أعراض القلق النفسي.
أنت تحتاج لعلاج القلق المتواصل معك، لذلك أرى أولا أن تراجع طبيبا واحدا، ولا تكثر من مراجعة الأطباء المختلفين، المراجعة في الطب النفسي هي عنصر مهم جدا في العلاج، إذ أحيانا الطبيب قد يعطي جرعة لحساباته هو ويقوم بزيادتها أو نقصانها في المتابعة.
إذا الالتزام بطبيب معين ومتابعته باستمرار مهم جدا، واشك لطبيبك، فأحيانا قد تحصل أعراض جديدة، والطبيب يعطيك دواء حسب ظهور الأعراض، هذه هي طبيعة الأمراض النفسية يا أخي الكريم.
نصيحتي لك: الالتزام مع طبيب نفسي واحد، وعدم الذهاب إلى أطباء الباطنية، لأن هذا مرض نفسي واضح، وعليك بالعلاجات النفسية مثل الاسترخاء، وهناك أشياء تعملها أنت قد تؤدي إلى الاسترخاء مثل: المشي، الرياضة، الاسترخاء العضلي، الاسترخاء النفسي، الصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن والأذكار الموظفة وأذكار الصباح والمساء، كل ذلك يؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وزوال المخاوف، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وللفائدة انظر علاج الخوف من الموت سلوكيا 261797 - 272262 - 263284 - 278081
وفقك الله وسدد خطاك.