أصاب بدوخة وإعياء بعد ممارسة الرياضة.. هل لذلك علاقة بالقلب؟

0 275

السؤال

السلام عليكم
اشكركم بشدة على هذا الموقع.

عمري 25 سنة، أدخن منذ أربع سنوات، منذ حوالي أربعة أشهر عانيت من ضيق نفس مع ألم في الصدر والكتف، ذهبت للمستشفى وطلبت عمل رسم قلب رغم عدم اقتناع الطبيب أنني مريض بالقلب، -والحمد لله- نتيجة رسم القلب كانت سليمة، وفسر الطبيب الألم بأنه رطوبة، أو أحماض معدة، ولم يعطني دواء وزال الألم بعد يوم، ولم يزل ضيق النفس.

منذ خمسة عشر يوما قمت بلعب كرة قدم، وبعد عشرين دقيقة شعرت بدوخة شديدة، وهبوط وزغللة بالعين، وشبه إغماء وسرعة كبيرة في التنفس وألم في مجرى التنفس، وبعد أن جلست خمس دقائق عدت إلى طبيعتي وواصلت اللعب.

بالأمس لعبت كرة قدم مرة أخرى، وشعرت بنفس الإحساس دوخة، وهبوط، وزغللة بالعين، وتنفس سريع، مع زيادة ضربات القلب، وشبه إغماء، وبعد الراحة بدقيقتين أعود لطبيعتي.

ذهبت للطبيب، وقاس الضغط وجده 125/80، والسكر صائما 86، والاكسجين 97، ونبض القلب 75 نبضة في الدقيقة، وقال لي الطبيب: لا يوجد لديك مشكلة إلا قلة اللياقة، واصل الجري والحمية، ولن تشعر بهذه الأعراض مع استمرار ممارسة الرياضة. حاولت أن أقنع الطبيب بعمل صورة دم للتأكد من عدم وجود أنيميا أو فقر دم، ولكنه رفض، مع العلم أنه لم يأخذ حالتي باهتمام.

أنا أستخدم الآن شامبكس للإقلاع عن التدخين منذ خمسة أيام، وأشعر بتعب ووهن وإرهاق من قبل استخدام شامبكس، وزاد التعب مع استخدامه وأشعر بضيق تنفس منذ فترة طويلة.

أرجو إفادتي، هل تخطيط القلب الذي أجريته منذ أربعة أشهر كاف للتأكد أني غير مريض بأمراض القلب؟ وهل هذا التعب والهبوط والدوخة مع الرياضة ويختفي بعد الراحة له علاقة بالقلب؟ أو أنها أنيميا؟ أو أنه قلة لياقة ستزول بعد ممارسة الرياضة باستمرار؟

مع العلم أنني لا أشعر بتعب مع المجهود العادي مثل المشي السريع، وصعود السلم، والأنشطة اليومية.

أعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التدخين آفة ابتلي بها كثير من الشباب، وكبروا وكبرت معهم الآفة، والتبغ عموما من أخطر المسببات للأمراض في الجسم كافة، وأهم ذلك ضيق التنفس، والربو، وفقر الدم، وفقدان الشهية، وارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئتين، والتدخين عموما يؤثر على الحويصلات الهوائية في الرئتين، ويؤدي إلى تلف بعضها مع كل شروق للشمس.

والأهم من ذلك أن السيجارة تحتوي على كمية كبيرة من غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز سام وينافس الأكسجين الذي يحمل على الهيموجولبين بقدرة تصل إلى 210 مرة، وبالتالي يحرم الخلايا من الأكسجين الضروري لتوليد الطاقة من الطعام، وهذا هو سر الضعف العام وضيق التنفس عند بذل جهد أكبر؛ لأن الهيموجلوبين يصبح مشبعا بأول أوكسيد الكربون طوال الوقت، وكلما زاد معدل التدخين كلما ضعفت اللياقة البدنية، وقلت فرص حمل الهيموجلوبين للأكسجين الضروري للحياة.

ومع النجاح في الإقلاع عن التدخين تعود المعادلة الى طبيعتها الأولى، ويتخلص الدم من غاز أول أكسيد الكربون، ويجد الأكسجين مكانه محمولا على الهيموجلوبين، ويتحسن بناء الطاقة واللياقة البدنية، وترتفع نسبة تركيز الأكسجين في الدم O2 SATURATION الى 99%.

والإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، هي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين فقد مرت السكرة وحلت الفكرة، ولم يبق من السيجارة إلا جني الأمراض، فلم تعد السيجارة مرتبطة بالرجولة كما يظن المراهقين، ولا تحتاج إلا 10 إلى 15 يوما فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي تسببها السيجارة، وبعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن، فلن تعود إلى السيجارة مرة أخرى والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.

وجرعات شامبكس أو varenicline يتم تناول قرص 0.5 يوميا مرة واحدة لمدة 3 أيام، ثم قرص 0.5 مرتين يوميا لمدة 4 أيام، ثم قرص 1 مج لمدة 11 أسبوعا، مع توقع دوخة وزغللة في العيون، واضطراب النوم وبوادر الاكتئاب، ويمكنك التوقف عن تناوله في حال عدم التكيف مع الأعراض الجانبية، وكما قلنا: الإرادة والعزيمة تشكل العامل الأساسي في الإقلاع عن التدخين.

والسيجارة عند اشتعالها تحتوي على 4000 مادة سامة معلوم منها 400 مادة فقط، منها 40 مادة مسرطنة على الأقل؛ لأن طريقة حفظ نبات التبغ من التعفن بعد جني المحصول هو إضافة الكثير من المبيدات الحشرية إليه، وهذا يؤدي إلى زيادة سمية السيجارة التي لا تترك عضوا في جسم الإنسان إلا وعبثت به؛ لأنها تؤثر فيما تؤثر على الشرايين، والأوردة الدموية، وبالتالي على كفاءة، وحيوية أعضاء الجسم كافة بما فيها شرايين، وأوردة الجهاز التنفسي؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس والجهاز التناسلي؛ مما يؤدي إلى العجز الجنسي فيما بعد.

ولعلاج الالتهابات المزمنة المتوقعة مع التدخين يمكنك تناول كبسولات klacid 500 mg مرتين في اليوم لمدة عشرة أيام، مع شرب المزيد من الماء والعصائر، وترك التدخين نهائيا، وعدم العودة إليه، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات