السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، تعبت من نفسيتي، كل وقتي محبطة ومكتئبة، وأبكي دائما، ليس لدي أخوات، وبيني وبين أمي وأبي فجوة، عندي إخوان كل واحد في حاله، ليس لي أحد، وحيدة ووحدتي هذه سببت لي مشكلة نفسية.
يمر نصف يومي في النوم، روتيني اليومي مثل الأمس لا يتغير، مللت من حياتي، وصرت أتضايق، وأنا جدا كتومة، وليس عندي أحد أتكلم معه وأفرغ له ما بداخلي، جسمي كله يوجعني، مفاصلي، وركبي.
لدي خمول وكسل، ليس عندي طاقة لشيء، كرهت كل شيء، وأصبحت أتخيل أشخاصا وأنسى نفسي، وأجلس أتكلم معهم، ولا أستطيع الذهاب لدكتور نفسي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dania حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، ولا أعتقد بأن فيك حاجة لزيارة عيادة الطبيب النفسي، وإنما هناك أمور كثيرة يمكنك القيام بها من نفسك، لتخفيف هذه المعاناة، فالحقيقة أن الوحدة صعبة جدا على الإنسان عندما لا يجد من يتحدث معه ويفضفض له، وكما يقال أن الإنسان مخلوق اجتماعي.
التغيير الأساسي يجب أن يبدأ من داخل نفسك، فقد تكلمت عن الملل من البرنامج اليومي، وعدم وجود ما تتشوقين أو تتطلعين للقيام به خلال اليوم، فأنت ما زلت في العشرين، هذا العمر من الشباب والحيوية، فلماذا أنت لست في التعليم؟
هل يمكنك أن تبدئي بتعلم مهارة جديدة كتعلم لغة أجنبية، أو مهارة من المهارات التي تحبينها، أو أحد برامج تطوير الذات.
هناك الكثير والكثير من المحاضرات والبرامج التعليمية على النت، والتي يمكنك من خلالها تطوير نفسك، وبحيث تحاولين اكتساب المهارات المكتسبة لتخرجي من البيت سواء للدراسة أو العمل، مما سيتيح لك الفرصة الطبيعية للقاء بالآخرين والخروج من عزلتك ووحدتك.
كيفك أنت والقراءة؟
حتى ولو كنت غير محبة كثيرا للقراءة، فيمكنك أن تبدئي هذه الرحلة الممتعة، ولا بأس أن تبدئي بقراءة كتاب في موضوع تحبينه، ومهما كان هذا الموضوع، ومن ثم كل كتاب سيدلك على كتاب آخر...
ولا بأس أن تبقي بعض الوقت للحديث الخفيف مع الوالدين بالرغم من الفجوة الكبيرة كما يبدو في الأعمار، فهذا لا يعني عدم التواصل معهما، فلا شك أن هناك أحاديث كثيرة يمكنهم الحديث فيها عن حياتهما في الماضي، وخاصة إذا أبديت اهتماما بهما وبسماع قصصهما، ومن خلال طرح الأسئلة المشوقة عليهما، وحتى إخوتك، يمكنك الحديث معهما والتواصل معهما، ولا شك أن لديهما ما يتحدثان به معك، فهيا حاولي أن تخرجي من العزلة التي حاصرت نفسك بها، وتواصلي مع نفسك ومن ثم مع أسرتك، ومن بعدها مع الآخرين.
وأرجو تذكر الحديث النبوي (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ) أي أن الكثير من الناس قد لا يقدرون هاتين النعمتين، فاحرصي على استغلال الوقت، وستجدين أن صحتك قد تحسنت.
وفقك الله، وأعانك على الخروج من هذه العزلة إلى رحابة البرامج والأنشطة.