أعاني من الخوف والرهاب الإجتماعي، ما نصيحتكم؟

0 215

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على عملكم هذا، وأسأل الله تعالى أن يجعله في موازين حسناتكم.

قبل فترة من الزمن كنت طبيعيا ولا أعاني من أي مشكلة، وكنت أمزح مع الشباب ونتكلم على العقد النفسية، وفجأة قبل خمس سنين حدث أني بدأت أخاف أن أواجه أصدقائي، وأخاف أن أتكلم معهم، وإن أحد تكلم معي أرتبك.

بعد فترة بدأت أشعر بالخوف من المجتمع، فمثلا أشعر بشيء غريب عندما أكون في زواج أو اجتماع أو حلقه ذكر، ولكني أحدث نفسي وأقول هي فقط وسوسة، وعند ما أواجه أصدقائي أعاني من نفس المشكلة.

أنا في الهند لغرض الدراسة، قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي، لكن قبل هذا بحثت عن مشكلتي وأحسست أنها الرهاب الاجتماعي، فمثلا إذا كنت في حلقة الذكر أخاف أن يسألني المحاضر، وأعرق، وإذا سألني أعرق بشكل غير طبيعي! وبالأمس لم يأت المحاضر، وقال: عليك اليوم، فقررت أن أكسر الحاجز، والحمد لله، عند ما قرأت لم أرتبك كثيرا، ولكن نزل مني عرق بشكل كبير.

صرت أعاني من التالي:
- أشعر بالخوف والقلق قبل أن أذهب مع بعض الأصدقاء.
- إذا تكلم أصدقائي علي أو ضحكوا أعرق، ولا أعرف كيف أتصرف، وأحاول أن أظهر شكلي بأني طبيعي.
- أعرق عندما أكون بين أصدقائي، أو في حلقة ذكر.
- برودة في أطراف الأصابع، الرجلين واليدين.
- مع بعض الأصدقاء تكون هذه الحالة أكثر.
- صعوبة النظر في وجه الغير، وعندما أكون في حلقة أو مجلس مع أناس أشعر وكأنهم مركزون علي!

نحن كثير في العائلة، فمثلا عندما نجتمع في العيد أواجه بعض الصعوبات.

أرجو منكم إفادتي، وهل تنصحوني بالذهاب إلى طبيب في الهند؟ بالرغم أني أعرف أنه لن يفيدني مثل الطبيب العربي، لأنه سيتكلم باللغة الإنجليزية، وعلى الأقل سيصف لي علاجا.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عيدروس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالخوف والتعرق مع بعض الأصدقاء، وفي حلقات الذكر أو قراءة القرآن، أو في بعض المجالس والصعوبة في النظر في وجه الآخرين، كل هذا يدل على نوع من الرهاب الاجتماعي لديك أو القلق الاجتماعي، وواضح أنه بدأ يؤثر على حياتك بصورة أو أخرى، وصرت تتضايق منه، وتحتاج إلى حلول ومساعدة، وهو اضطراب شائع جدا -يا أخي الكريم- ويقال: إن نحو 12% من الناس في أي مجتمع يعانون من الرهاب الاجتماعي، ولكن قله منهم هي التي تطلب العلاج.

حاول التغلب على هذه المشكلة بالرغم من وجود العلاجات الفعالة لها، وبالرغم من المعاناة التي يعانون منها الناس إما في حياتهم العملية أو في علاقاتهم الاجتماعية.

بما أنك في الهند فلا غضاضة من التوجه إلى طبيب نفسي في الهند حتى وإن كان يتكلم الإنجليزية فهو يفهم المرض -إن شاء الله- ويعطيك العلاج الدوائي المناسب.

العلاج الدوائي المناسب هو واضح في جميع أنحاء العالم، معظمها العلاجات مضادات الاكتئاب، أو ما يعرف بالـ ssr eyes وهي أدوية تساعد في زيادة مخزون السيرتونين في دماغ الإنسان.

الشيء الوحيد الذي قد تجد فيه مشكلة أنه عادة والأفضل الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي السلوكي المعرفي، بالنسبة للرهاب الاجتماعي، وهو إعطاؤك جلسات محددة، وواجبات منزلية محددة، لتدريبك في كيفية مواجهة هذه المواقف، واحد تلو الآخر.

في نفس الوقت مساعدتك على الاسترخاء، فهذا قد يكون يحتاج إلى اختصاصي نفسي يتكلم العربية، وإن كنت أنت تجيد اللغة الإنجليزية، فليس هناك مشكلة أيضا في أن تقابل اختصاصي نفسي من الذين لهم كفاءة في علاج مثل هذه الأشياء، وقد يوجهك الطبيب النفسي لهذا.

أرى أنه عليك بالذهاب إلى الطبيب النفسي حتى ولو كان في الهند، ولا يتكلم اللغة العربية، وأنت تتكلم اللغة الإنجليزية، فإنه سوف يقوم بالتشخيص، وإعطائك الدواء المناسب، والذي يساعد في علاجك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات