السؤال
السلام عليكم
بارك الله فيكم ونفع بكم.
قبل 3 أشهر توفي ابن خالتي رحمه الله، وهو كان قد أصيب بسرطان القولون، عافاني الله وإياكم.
لقد أصبت باكتئاب حاد لدرجة أني أصبحت في معظم أوقاتي مكتئبا، لم تعد لدي رغبة أن أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولا أدري ما بي؟ وأشعر أني لست بخير، والحمد لله على كل حال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نقول لك: عظم الله أجركم، وأحسن عزاكم، وغفر لميتكم؟
واضح أنك كنت على صلة لصيقة بابن خالتك الذي توفي بسرطان القولون، ولذلك أصبحت مكتئبا، ولا تستطيع ممارسة حياتك الطبيعية حتى بعد مرور فترة من وفاته، لأن الحزن على شخص قريب وصديق هذا شيء طبيعي، وعادة يستمر لفترة من الوقت.
إن من طبيعة الإنسان ومن الأشياء التي حبانا الله بها أن ننسى هذه الأشياء، ونعود لممارسة حياتنا بصورة طبيعية وهادئة وعادية، أما عدم القدرة للعودة للحياة الطبيعية فيعني أن هذا الحزن أصبح حزنا مرضيا، وقريبا من حالة الاكتئاب النفسي، وعليه يجب التدخل العلاجي.
غالبا عندما يسألنا الناس متى يتم التدخل إذا حزن الشخص لوفاة صديق أو شخص عزيز عليه؟ نقول يتم التدخل إذا كان الحزن غير طبيعي غير ملائم للحدث، أو استمر لفترة طويلة، في حالتك فعلا استمر فترة طويلة، فإذا تحتاج إلى تدخل طبي، عليك بمقابلة طبيب نفسي، إما أن يصرف لك بعض الأدوية التي تساعدك على التخلص من هذا الاكتئاب والعودة إلى ممارسة حياتك الطبيعية، أو يضع لك برنامج علاج نفسي، لأن هناك بعض العلاجات النفسية بالذات عند الحزن الشديد الممتد لفترة طويلة، هناك علاجات نفسية محددة تساعد في التغلب على هذه الأحزان، وتجعل الشخص يعود إلى ممارسة حياته الطبيعية.
يجب أن تتجه إلى طبيب نفسي لمساعدتك، فواضح أنك تعاني معاناة حقيقية، وتحتاج إلى مساعدة.
وفقك الله، وسدد خطاك.