السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت منذ 4 أشهر على فتاة ذات خلق ودين، ويتوفر فيها جميع المواصفات التي أتمناها في زوجتي من دين والتزام وثقافة وجمال.
لكن منذ مارس 2015 أصيبت بحالة من ضيق التنفس وانتفاخ في البطن لم يستطع الطبيب العام أن يجد علاجا لحالتها فنصحها للذهاب لطبيب نفسي الذي وصف لها دواءين dépamide 300 وs-oropram ومدة العلاج يريدها عامين إلى مارس 2017.
حسب ما بحثت فإن الدواءين يوصفان لحالة الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب، والذي هو مرض وراثي، خاصة أن أمها مرضت بالأعصاب وتناولت دواء أعصاب لمدة 4 سنوات نتيجة حسب قولها؛ لأن جدتها أم أبيها رحمها الله كانت صعبة الطباع، ووصول أمها لسن اليأس.
أعلم أن الله سبحانه قادر على شفائها، وهو الشافي وهو على كل شيء قدير، لكن يوجد في مجتمعنا نظرة سيئة لمريض الأعصاب، وهناك من أهلنا من تزوج بامرأة مريضة بالأعصاب واتعبته ماديا ومعنويا إذ قطعته عن أمه وأبيه وإخوته ووصلت في حالات أن ضربته.
أمي متذبذبة في موافقتها بأن أتقدم لهذه الفتاة لخطبتها فتارة موافقة شرط أن تقلع عن تناول دواء الأعصاب، وتارة أخرى رافضة رفضا تاما.
أنا شخصيا لم أفهم طبيعة مرضها؟ وهل تستطيع فعلا أن تقلع عن الدواء؟ وهل يمكن أن تتطور حالتها إلى الأسواء؟ وهل هناك تأثير على العلاقة الزوجية والإنجاب؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم الأعراض التي ذكرتها عن البنت التي تحبها، أو تود الزواج منها غير كافية للتشخيص اكتئاب، أو اضطراب الثنائي القطبية.
أما الدواءان المذكوران فأحدهما مثبت للمزاج، وهو فعلا قد يعطى للاضطراب ثنائي القطبية، والآخر مضاد للاكتئاب، ويمكن منهما أن نقول أنه فعلا قد تعاني هذه السيدة من اضطراب ثنائي القطبية، ولكن هناك نوعان من اضطرابات ثنائي القطبية، اضطراب ثنائي القطبية النوع الأول، وهو عادة يكون إما بنوبات هوس، أو مينا متكررة مع اكتئاب نفسي أحيانا، أو اكتئاب ثنائي القطبية من النوع الثاني، وهو يكون بنوبات اكتئاب متكررة، ونوبات هوس من الدرجة الصغرى.
وأنا أرجح من طريقة الدواء أن تكون زوجتك من النوع الثاني اضطراب ثنائي القطبية من النوع الثاني.
على أي حال كل هذا شيء نظري ولا يمكن الجزم به، ولكن يمكن الإجابة عليك بصورة عامة أن الاضطرابات ثنائي القطبية في مجملها يمكن أن تعالج علاجا فعالا، ويمكن السيطرة عليها بدرجة كبيرة، ويعيش الشخص حياة طبيعية بما فيها أداء العمل، والزوجة يمكن أن تتزوج، وتنجب، ولا يؤثر هذا في الإخصاب، أو الإنجاب، أو العلاقات الزوجية هذا من ناحية.
من ناحية أخرى الاستمرار في الدواء أو عدمه مربوط بطبيعة النوبات، وهل تتكرر أم لا، وهل هي شديدة أم خفيفة، ولكن في بعض الأحيان إذا كانت النوبات تتكرر بصورة راتبة فيعطى المريض دواء لمنع الانتكاسة أو دواء وقائي، وإذا في كلا الحالات لا ينصح بترك الدواء إذا كان هناك تكرار.
وغالبا عند الاستمرار في الدواء الوقائي هذا إما يمنع حدوث النوبات بدرجة كبيرة، أو يباعد بين أوقاتها أو إذا جاءت تأتي بصورة خفيفة.
الأخ الكريم: لا يمكن الإجابة بصورة دقيقة عن الأسئلة التي تطرحها وإزالة القلق الذي ينتابك بخصوصها حتى تستطيع أن تقتنع أنت بالدرجة الأولى، ومن ثم تقنع والدتك، وأرى أنه يجب أن تستأذن خطيبتك، فلا بد أن تأخذ إذنها، وتذهب معها أو تذهب أنت بنفسك إلى الطبيب الذي تراجع مع أخذ إذنها كتابيا أو شفاهيا أو أن تذهب معك، ويمكنه أن يشرح لك بصورة تفصيلية، كل هذه الأشياء التي سألتها؛ لأنه الشخص الأجدر بالإجابة الشافية عن أسئلتك؛ لأنه هو الذي يباشر المريضة، ويعرف مشكلتها.
وفقك الله وسدد خطاك.