السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحبتي في الإسلام أبدأ كلامي بأن أقول الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الهدى.
عمري سبعة عشر عاما وستة أشهر، وطولي 163سم، ومنذ ما يقرب من ثلاثة أعوام أصبت بآلام في أسفل رقبتي مباشرة، وهي عبارة عن جفاف شبه دائم، مع القليل من صعوبة بلع ريقي، مع بعض الآلام في منطقة الصدر، ولم يصاحب هذا أي صعوبة في التنفس إلا أنني كلما كنت أحاول في بعض الأحيان أخذ نفسي بشدة أشعر بآلام، وبالأخص وسط صدري.
ذهبت إلى الكثير من الأطباء باطنية وأنف وأذن وحنجرة مرارا، وكان الجميع يعطيني دواء، ولم أكن أشعر بتحسن غير القليل، وأنتهى بي الأمر إلى طبيب، أرجو من الله توفيقه فأخبرني بأنه ما من شيء في جسدي، وأقنعني بأن هذا توهم، وهذا بعد ما قام بعمل بعض الفحوصات علي وعمل أشعة على رئتي، وجعلني أقوم بتحليل بول وبراز، وبالفعل تركت هذا الأمر إلا أن الجفاف في أسفل رقبتي ظل معي إلا القليل من الأيام، وألم صدري أيضا إلا أنه قل كثيرا إلا أن آلام صدري قد عادت إلي اليوم، وهي كما حكيت لكم سابقا.
مع العلم بأن الجفاف وصعوبة بلع الريق مع بشكل شبه دائم ويزداد أحيانا ساعات ويقل في الأخرى، ومع العلم أن الأطباء الذين ذهبت لهم في البداية كل واحد شخص لي أمرا معينا، فأحدهم قال بأني مصاب بحساسية في الأنف والآخر قال بأني مصاب بحساسية في الرئة، فكان كل واحد يشخص على حسب اختصاصه فما هو مدلول ما أشعر به؟
مع العلم بأن وزني منذ ثلاث سنوات قد نقص وعاد إلى طبيعته قليلا إلا أنه عاد ثانية اليوم إلى النقصان.
وجزاكم الله كل خير أحبتي في الإسلام وأنا أعتذر كثيرا إن كان حديثي قد طال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأغلب أن حساسية الأنف وما ينتج عنها من انسداد للأنف هي سبب جفاف الحلق، وبالتالي صعوبة البلع؛ وذلك لأنه مع انسداد الأنف تضطر للتنفس من فمك، والذي ليس لديه صلاحيات ترطيب الهواء الداخل وتدفئته وتنقيته.
كما يحدث في حال التنفس من الأنف والذي له الصلاحيات سالفة الذكر؛ ولذا يدخل الهواء دون ترطيب أو تدفئه إلى الفم مسببا جفافه، وهذا الجفاف بدوره يسبب صعوبة البلع، ولذا فيجب أن يكون تركيزنا على عودة التنفس بطريقة طبيعية من الأنف، وتجنب انسداده، وذلك بمعالجة حساسية الأنف أو أي سبب آخر يسبب الانسداد مثل انعواج الحاجز الأنفي.
وأما بخصوص علاج حساسية الانف فالشق الأساسي فيه يكمن في البعد عن مهيجات الحساسية وأهمها: التراب، والدخان، والعطور، والبخور، والمناديل المعطرة، ومعطرات الجو، والمنظفات الصناعية، والمبيدات الحشرية، ووبر الصوف والغنم، وزغب الطيور، ورائحة الطلاء والدهانات والوقود، وبعض المأكولات مثل: البيض، والسمك، والموز، والفراولة، والمانجو، والشكولاته، والحليب، وغيرها من المهيجات، والتي تتفاوت من شخص لآخر، وكذلك بتناول مضادات الهيستامين مثل: حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميا، أو رينوكورت أو رينوكلينيل مرتين يوميا للتغلب على أعراض حساسية الأنف.
وأما إذا كان سبب انسداد الأنف انعواج الحاجز الأنفي فيمكننا تقويمه بعملية جراحية بسيطة والتي يمكنك إجرائها خلال الشهور القادمة، وعند بلوغك سن الثامنة عشرة حيث يتم اكتمال نمو الجسم بما فيه النقاط العظمية المحددة لشكل الوجه.
وأخيرا ندعو الله عزو جل أن يمن عليك بدوام الصحة والعافية فإنه ولي ذلك والقادر عليه.