السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مشكلة وأريد التخلص منها، وهي أنني أحب رجلا بيني وبين نفسي، وليس بيننا أية علاقة حاليا، لكنني تعاملت معه سابقا في عمل تطوعي لفترة ما، وكان تعاملا رسميا، وأعلم أن ذلك لا يجوز، وأشعر أننا نتفق في صفات كثيرة، وأتخيله زوج المستقبل، وكل ذلك أوهام تضايقني، وأحس أنني مذنبة بتلك الأوهام، وأدعو الله أن يصرف عني تلك الأوهام والخيالات، لكنها للأسف ما زالت مستمرة.
كيف يمكنني التخلص من هذا الشعور؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، ومن خلال ما ذكرت في الاستشارة يظهر أنك امرأة متدينة، وتحبين الخير، وما شكوت منه أمره يسير ويمكن أن نشير عليك بالآتي:
1- أحيي فيك هذه المعرفة فأنت تعلمين أنه لا حب قبل الزواج، وأن هذه عادة سيئة انتشرت في أوساط الشباب والفتيات، وفيها مخاطر كبيرة، من التعلق، والكلمات غير اللائقة عند اللقاء، ثم يتبع ذلك الوقوع في الحرام -والعياذ بالله-.
2- بما إنك تعرفت على هذا الشاب ووقع في نفسك الرغبة في الاقتران به، ولم يحدث أي تواصل بينكما، فالذي ننصح أن تحاولي إيجاد أي تواصل عن طريق بعض قريباتك من النساء لعرض وذلك بالتعرف إلى محارمه من النساء وأن يذكرنك عندهن، أو أن تقومي أنت بالتعرف إلى قريباته عن طريق ارتياد الأماكن التي يظن تواجدهم فيها مثل المساجد ومراكز التحفيظ، ومن ثم تستطيعين الدخول على هذه الأسرة وأن توحي إليهم أنك تريدين الارتباط بولدهم عن طريق مدحه على سبيل المثال، أو السؤال عنه والاهتمام بشأنه، فإن أفلح هذا الأسلوب فالحمد لله يكون قد تحقق لك مرادك، وإن لم يتحقق وتعذر الأمر فهنا لا داعي للتفكير في أمر لن يحصل؛ لأن هذا من ضياع الوقت والجهد فيما لا فائدة منه.
3- مما يعين الفتاة على ترك التعلق بأي شاب عدة أمور:
* أن تعلم أن هذه العلاقة ليست مشروعة.
* أن تعلم أن هذا الطريق محفوف بالمخاطر، والشباب يستغلون ضعف الفتيات عاطفيا لاستغلالهم في الحرام.
* ترك المواقع والمجموعات التي فيها اختلاط مع الشباب؛ لأنه يحصل تزيين من الشيطان الرجيم للشاب ليظهر جميلا وصاحب خلق وأنه فارس الأحلام أمام الفتاة، والعكس أيضا تتجمل الفتاة أمام الشاب، وهذا فيه إغراء كبير على المعصية وقطع هذا الإغراء بترك هذه المواقع والمجموعات الإلكترونية، وإذا وجدت أعمال تطوعية ضرورية فتكون بقدر الحاجة.
* الانشغال بكل نافع من صلاة وعبادة وذكر له أهمية بالغة في صرف الفتاة عن التعلق بالشاب، فمن تعلق بالله تعالى محبة وتعظيما وذكرا خرج من قلبه التعلق بالخلق.
* كثرة الدعاء والضراعة إلى الله بأن يرزقها الله العفة والتقوى، فهذا له دور بالغ في ترك التعلق؛ لأن القلوب بيد الله وحده، وهو الذي يثبتها على الحق.
* سؤال الله أن يرزقها زوجا صالحا يملأ حياتها سعادة ورضا.
* ملء الفراغ العاطفي الذي تفتقده الفتاة بحب الأم والأخوات في الله، وحب الخير للناس.
نسأل الله تعالى أن يصلح حالك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة.