لدي تعرق في الأطراف وخفقان يزداد بزيادة الخوف

0 192

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، أعزب، أعاني من القلق والتوتر الدائم تقريبا، والخوف من الاجتماعات ومواجهة الناس حتى أحيانا في أوقات الراحة وأنا لوحدي.

أعاني أيضا من تعرق في الأطراف، وخفقان يزداد بزيادة الخوف والتوتر والقلق.

أتجنب الاجتماعات ما أمكن، وأعلم أن هذا خطأ لكن خوفا من التعرق، وخاصة تعرق اليد عند المصافحة، أنا محبوب -ولله الحمد- ويحرص الناس على عزيمتي في المناسبات، ولكني أعتذر فيظنون أني لا أريدهم، أضطر إلى لبس جوارب عند الذهاب للصلاة لإخفاء تعرق القدمين، هذا الخوف والتوتر تكون من مواقف عديدة منذ الصغر وتراكمت، انسحبت من أمور كثيرة مهمة في حياتي كالحصول على إجازة في القرآن الكريم في المرحلة الثانوية.

أنا الآن -ولله الحمد- تخرجت من الجامعة بمرتبة الشرف، ولكن بقيت لي سنة امتياز.

أشعر بالتوتر والخوف عندما أكون واقفا في صف مثلا في السوق، ولكن ليس دائما حسب المكان وكثافة الناس، أتشجع في بعض الأحيان حيث إني قدمت محاضرات لزملائي في الجامعة وعددهم ما يقارب 25، بحثت عن علاج للتعرق وقرأت عن الجراحة، ولكن علمت بعدها أنها أعراض وليست أمراض بحد ذاتها ومن خلال دراستي فعلاج المرض يزيل الأعراض بإذن الله ، أيضا قرأت بأنه رهاب اجتماعي وقرأت عن عدة أدوية، ولكني أحببت استشارتكم أولا، فأنا لم أذهب لطبيب نفسي، ولعلي أجد الإجابة الكافية الوافية بشأن تشخيصي، وأنا موقن بأن الشفاء بيد الله، ثم على أيديكم .

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: أحب أن أهنئك يا أخي الكريم أنه بالرغم من المعاناة من القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي فقد استطعت أن تتخرج من الجامعة، وهذا يدل على قوة عزيمتك وإصرارك على تحدي الصعاب، وهذا شيء إيجابي والحمد لله تعالى.

نعم التعرق الشديد قد يكون نتيجة القلق والتوتر عند المواجهة، ولكن بعض الناس من طبيعتهم التعرق الشديد، وكثير من مرضاي عندما أصافحهم أجد أن يدهم باردة، ويقولون أنهم دائما يعرقون من أطرافهم، أي من كف اليد ومن القدمين، وواضح أنك قد تكون أنت من هؤلاء الأشخاص الذي يتعرقون بشدة عند المواقف، والحمد لله أنك فعلت بعض الأشياء مثل لبس الجوارب وتغطية القدمين.

وعادة التعرق لا يكون ملحوظا من الآخرين، حتى ولو كان كثيرا؛ لأني لا أعتقد أنه يتصبب نقطة نقطة، ولكن إحساسك به وحساسيتك قد تكون هي المشكلة، ومعظم الآخرين - على ما أعتقد - لا يلتفتون إلى أنك متعرق، المشكلة عندك - أخي الكريم - الحساسية والقلق الاجتماعي، والحمد لله اجتزت بعض الصعاب، ولكنك تحتاج إلى دعم خفيف للمعالجة، لذلك أنصحك بالتوكل على الله والذهاب إلى طبيب نفسي، واعلم أن هذا الرهاب الاجتماعي والقلق من الأشياء التي يتم علاجها الآن بكفاءة، وتستطيع بعدها أن تعيش حياة طبيعية، وتزول معظم هذه الأعراض، فلا تتردد، واذهب إلى طبيب نفسي، وإن شاء الله يساعدك في زوال ما بقي من هذه الأعراض لكي تنجح أكثر في حياتك وتسعد.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات