والدي يرفض زواجي بفتاة لأن والدها يأخذ الرشوة.. ما الحل؟

0 219

السؤال

عمري 27 سنة، أحببت فتاة، وكنت معها في علاقة حب لمدة 4 سنين، وحين فاتحت أهلي أن أتزوجها رفضوا وبشدة، بحجة أن أباها يأخذ الرشوة، وأنا والدي ملتزم جدا، قال لي أنا لا أضع يدي في يد رجل يأخذ رشوة من الناس، وقال لي كل ما نبت من سحت، فالنار أولى به، فما ذنب هذه الفتاة؟ لا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ waleed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلم تخبرنا عن صفات هذه الفتاة، وهل هي صاحبة دين وخلق أم لا؟ ثم إن بناء علاقات الحب والغرام مع فتاة أجنبية، والتحدث معها طيلة هذه الفترة أمر غير جائز؛ لأنها أجنبية، وربما تحدثتم بأمور عاطفية تهيج الشهوة، وتبادلتم كلمات الحب والغرام، وهكذا، فلابد من أن تستغفر الله على ذلك كي يوفقك الله تعالى في مسيرة حياتك، ثم إن قول والدك: (أيما جسم نبت من سحت فالنار أولى به )، صحيح؛ لأن هذا مقتضى حديث نبوي، ولكن المعنى ينصب على الشخص الذي يجلب ذلك السحت، ولا دخل ولا ذنب لمن يعولهم، فقد يكونون ممن لا حول لهم ولا قوة كالنساء والأطفال القصر.

نصيحتي لك أن تحرص على توفر الصفات المطلوب توفرها في شريكة حياتك، وأهم ذلك الدين والخلق كما قال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ثم إن طاعتك لوالدك واجبة، وزواجك من هذه الفتاة جائز، والشرع والعقل يحتمان تقديم الواجب على الجائز، والفتيات غيرها كثير، ولربما وجدت فيهن من الصفات والمواصفات ما هو أفضل مما عند هذه، إلا أن تقنع والدك بالعدول عن رأيه عبر من يستطيع التأثير عليه كوالدتك، أو أحد أقاربك ممن يصغي والدك لنصحهم، هذا إن كانت هذه الأخت ذات دين وخلق، وممن يحرص عليهن، وإن رفض والدك ولم يقتنع، فكن على يقين أن الله صرف عنك هذه الفتاة كونها ليست من نصيبك، وكون في زواجك منها شر عليك أنت لا تعلمه.

ثم إن الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، ولا يستطيع أحد من البشر أن يغير من ذلك، والزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فمن كانت من نصيبك ستتزوج بها وإن وقفت الدنيا في وجهك، ومن ليست من نصيبك فلن تتمكن من الزواج بها، وإن أنفقت كنوز الدنيا كلها، فكن على يقين من ذلك، وعليك أن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعو بالدعاء المأثور وسيقضي الله أمرا كان مفعولا’ واختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، وارض بقضاء الله لتنل من الله الرضا، ولا تتسخط فيسخط الله عليك، وطاعتك لوالدك مفتاح كل خير، فإياك أن تغضب والدك وتغلق على نفسك بابا عظيما من أبواب الرزق والسعادة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وتوثيق الصلة به بأداء ما فرض عليك، والإكثار من النوافل، مع التضرع بين يديه بالدعاء أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة، ونسعد كثيرا بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك.

والله نسأل أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر وضير، آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات