أصدقائي كرهوني بسبب وساوسي التي تعكر مزاجي.. ما النصيحة؟

0 121

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 21 سنة، مدخن، مشكلتي طويلة بدأت قبل سنتين عندما كنت بعمر 19 أقنعني أحد رفقاء السوء بتدخين الحشيشة، كانت أول مرة وآخر مرة، أحسست بعدها بخوف ووسواس الأمراض العقلية، ومشاكل في المعدة، وارتجاع المريء، واستمر الحال 7 أشهر، وعادت الأمور إلى طبيعتها.

لكن في أحد الأيام وجدت في رقبتي انتفاخا صغيرا لا يمكن تحسسه إلا عند لف رقبتي أصبت بالرعب، وقلت أكيد سرطان، ذهبت إلى المستشفيات وكلهم يقولون أنت سليم.

مع العلم أن الانتفاخ موجود منذ سنتين لم يتغير حجمه، مشكلتي هي وسواس السرطان الذي لا يفارقني في كل لحظة معي حتى في أحلامي، وأصدقائي كرهوني بسبب وساوسي التي تعكر مزاجي، مشكلتي الآن ضيق التنفس الشديد الذي كاد أكثر من مرة أن يسبب لي حادثا مروريا، وألم في منتصف الحلق، وانتفاخ اللوزتين، وألم الصدر، وخفقان القلب المستمر حتى عند النوم، لا أعرف ما علتي؟ هل أنا مصاب بسرطان أم ماذا؟

حالتي تدهورت، لا أفارق المنزل بسبب ضيق التنفس، وآلام جسمي، والتفكير السلبي، جميع فحوصاتي سليمة، وكل المستشفيات التي في مدينتي زرتها، ولا يوجد فائدة، أعيش أسوأ أيام حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حيزان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الاضطرابات الشائعة حدوث حالات هلع وفزع وخوف بعد تدخين الحشيش، حتى بعد تدخين سيجارة واحدة، كما حصل لك، تحصل نوبات هلع وخوف، وقد تمتد لعدة أشهر، وأحيانا حتى عند التوقف من التدخين تستمر هذه الحالة لفترة من الوقت - كما حصل معك - والحمد لله أنك توقفت من تدخين الحشيش؛ لأن هذه المشكلة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحشيش، والآن ما تعاني منه هي مخاوف وسواسية وقلق وتوتر.

المخاوف الوسواسية تتمثل في إحساسك بوجود أمراض خطيرة مثل مرض السرطان، وتذهب إلى طبيب وتنتقل إلى آخر لمحاولة طمأنة نفسك والتأكد أنه لا يوجد شيئا؛ لأن هذا الفكر مسيطر عليك أنه يوجد مرض خطير.

الأخ الكريم: العلاج يبدأ من التوقف عن زيارة أطباء الباطنية، لأن الذهاب ومحاولة الاطمئنان تدعو إلى تدعيم الفكرة الوسواسية، ولقطع الطريق أمام تكرار هذه الفكرة الوسواسية بوجود مرض عليك التوقف، نعم سوف يحصل توتر وقلق، ولكن تدريجيا سوف تضمحل وتتلاشى هذه الفكرة.

الشيء الآخر: هناك أدوية متعددة يمكن أن تساعد في علاج المخاوف الوسواسية، وكلها تزيد في مادة السيروتونين في دماغ الإنسان، وهي المادة المسؤولة عن حدوث هذه المخاوف الوسواسية.

أوصي لك بتناول دواء الـ (سيرترالين/ زولفت) خمسين مليجرام، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وتحتاج لمدة شهر ونصف إلى شهرين حتى يحدث تقدما طبيعيا في علاج الأعراض التي تشكو منها، وبعد مرور شهرين إن حصل تحسن ولم تختف الأعراض يمكنك أن تزيد الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجراما، ثم مائة مليجرام، وتستمر على ذلك مدة، -وإن شاء الله- بعد التحسن تحتاج في الاستمرار على العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعدها يمكن التوقف عن الدواء تدريجيا، ويتم ذلك بخفض الجرعة إلى نصف حبة كل أسبوع، حتى يتوقف نهائيا في خلال شهر.

وأيضا عليك بالاسترخاء، الاسترخاء بالرياضة، خاصة رياضة المشي، فلتجعل لك هدفا أن تمشي يوميا لمدة نصف ساعة إلى أربعين دقيقة، وانشغل عن أفكارك ولا تنشغل بها، والاختلاط بالناس بممارسة الهوايات المختلفة، والصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن تطمئن القلوب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات